التقرير
تعد القهوة مشروبًا شائعًا عالميًا يتمتع بتاريخ طويل من الاستخدام الثقافي والتقاليد المرتبطة به. ولكن ما وراء مذاقها وملمسها الدافئ الذي يقدمه، فإن لهذه المشروبة السوداء فوائد صحية مثيرة للإعجاب تثبت الدراسات العلمية دورها المحوري كمكون غذائي مفيد لصحة الإنسان.
تشير العديد من الأبحاث الحديثة إلى أن استهلاك القهوة المعتدل - حوالي كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا- يمكن أن يساهم بشكل إيجابي في صحة القلب والأوعية الدموية. يحتوي القهوة عاليًا على مضادات الأكسدة التي تساعد في تقليل الالتهاب وتثبيط تكون الصفائح الدموية المسؤولة عن تجلط الدم غير الطبيعي والذي قد يؤدي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية. بالإضافة إلى ذلك، ثبت ارتباط محتوى الكافيين في القهوة بتحسين وظائف المخ وتحفيز التركيز والإنتاجية لدى الأشخاص الذين يعانون من قصر الانتباه وقلة النشاط الزائد (ADHD).
ومن الناحية الوقائية، توفر القهوة حماية ضد بعض الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون وألزهايمر بسبب خصائصها المضادة للأكسدة ومضادات الالتهاب. أيضًا، ترتبط زيادة تناول القهوة بانخفاض خطر الاصابة بالنوع الثاني من سكري الدم نظرًا لتأثيرها المحتمل على تنظيم مستويات الإنسولين وخفض مقاومة الجسم لإنتاج هذ المحفز الحيوي الضروري للتحكم بمستويات جلوكوز الدم.
وفي حين أنها تحمل هذه المنافع العديدة، يجب التنبه لأخذ الاعتدال كمرجع أساسي عند الشرب اليومي لأنه ممكن كذلك ان يسبب آثارا جانبية غير مرغوبة إذا تم تناوله بكميات كبيرة جدا؛ تشمل تلك الآثار الحموضة المعوية واضطرابات النوم وتعزيز مستوى عصارة المعدة والسوائل الأمر الذي يقود بالتبعية للتبوّل المتكرر خلال الليل مما يشكل اضطراب نوماً مزعجاً بالنسبة لكثير ممن اعتادوا علي الحفاظ علي بيئة نوم هادئه خالية من أي إنزعاج محتمَـل . ولذلك ينصح خبراء الصحة العامة باتباع خطوط توجيهية معينة فيما يتعلق باستهلاك القهوه وهي التقليل التدريجي لحجم كأس واحد فقط لكل وجبه وذلك بهدف التحكم بممارسه آمنة لهذا النوع من المشروعات الغذائيه ذات الطابع الخاص والصعيد الأكثر تأثيرًا داخل مجتمعنا الحالي والذي شهد تحولا جذريا نحو اعطاء الاولويه للمأكولات والشوارد الغنية بالمغذيات وبالتالي جعل منها جزء اساسي لنظام حياة الناس الحديث وهو أمر يستحق التأكيد عليه لما له من اثر كبير علي مسار الحياة الصحّي العام.