يمكن للمسلمات - وكذلك المسلمين - أن يخصصن بعض سور القرآن الكريم للتلاوة والاستماع بشكل متكرر، وذلك نظرًا للاعتبارات الشخصية الخاصة التي يمكن أن تشمل فهم عميق للمحتوى الديني، التأثر العميق بالمضمون، أو الشعور بالراحة أثناء التلاوة. وهذا الأمر مباح تمامًا بشرط ألا يؤدي إلى هجر باقي القرآن والإهمال في تلاوته.
في الواقع، هناك عدة روايات توضح حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لسور معينة مثل "هود"، و"الواقعة"، وغيرها كما جاء في حديث الترمذي الذي وصف كيفية شيخوخته بسبب التأمل فيها. بالإضافة إلى ذلك، فقد وردت قصص مشابهة تتحدث عن استجابة المؤمنين لهذه الآيات بطريقة مميزة.
وقد أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على أنه ليس هناك مانع ديني ضد تفضيل سورة على أخرى بناءً على أي سبب شخصي، حيث يتمتع جميع مواضيع وسور القرآن بأهميتها وقدرتها على تنوير النفوس والتوجيه الروحي. وبالتالي، إذا كانت إحدى السور مثل سورة مريم تجلب شعورا بالألفة والراحة لقارئها نتيجة ارتباطها بالقصة التاريخية والعبر المستخلصة منها، فهذه ليست محرمة شرعاً.
والله أعلم.