بخلاف كثير من التوقعات، أرى أن عودة ألمانيا للتسلح خطر على أوروبا والغرب أكثر، فالشعب الألماني في خصومة تاريخية مع الثقافتين الفرانكفونية والأنجلو ساكسونية، وللألمان تاريخ مؤلم ضد الإنجليز والفرنسيين بحروب مدمرة خلال القرنين 19 و 20 ما زالت آثارها باقية إلى اليوم..
الشعب الألماني له جذور آرية شرقا مما جعله يفكر بطريقة مختلفة عن بقية أوروبا الغربية، حتى الفلسفة الألمانية هي أقرب فلسفات الغرب استشراقا حتى أن حركات الاستشراق العلمي ظهرت أولا من ألمانيا، وعندما حكمت مملكة بروسيا ألمانيا دخلت في صراع لقرون مع الأوروبيين حتى سقطت عام 1918 م
ألمانيا لم تحارب روسيا والشرق سوى بصعود النازيين للحكم، فالحركة النازية هي التي دفعت ألمانيا للصدام مع العالم ككل، واليوم يعاد إحياء الحركة النازية مرة أخرى بفعل الحرب بأوكرانيا ويجري دعمها تحت ستار الدفاع عن النفس وخطر الروس..
مستقبل ألمانيا المسلحة سيكون خطرا على العالم ككل..
ألمانيا اليوم ليست ألمانيا الأمس،فهي جريحة بين فكي "النازيين الجدد" و "حلف الناتو" والذي أوصلها لهذا الضعف هزيمتها بالحرب العالمية الثانية ومراقبة تسليحها في إطار حلف الناتو، لذا فقرار تسليحها التي أخذته منفردة بعيدا عن الحلف هو سابقة خطيرة قد تعيد أوروبا لحروب القرنين 19 و 20
كانت أنجيلا ميركل هي التي حفظت توازن ألمانيا بعد التوحيد، ونظامها السياسي هو الذي صنع الهدوء بأوروبا آخر 20 سنة، وساهمت حتى قبل أن تحكم في صنع السلام الأوروبي، وخطوات كهذه حجّمت تيار اليمين القومي والديني في أوروبا لحد كبير..
الآن نشهد صعود تيارات يمينية أوروبية لها طموح عسكري