مركزية المعرفة في ثنائية اللفظ والمعنى:
يرى شهرزاد بلعربي أنّ القياس التمثيلي عند الفقهاء هو الذي عُرِفَ عند البلاغيين باسم التشبيه.
وينقصُ هذا الكلام معرفةُ القاسم المشترك بين القياس التمثيلي الفقهي والتشبيه البلاغي وهو في تقديري (المشاركة)؛ لأنّ كل قياس تمثيلي مؤلفٌ من قضيتين.
وهاتان القضيتان في القياس التمثيلي بينهما (مشاركة) جزئي لآخر في علَّة الحكم، وهذه هي دقَّة الفقهاء في تحديد ماهيّة المصطلحات.
ولو ذهبنا إلى تسمية القياس التمثيلي تشبيهًا عند البلاغيين لوجدنا أنّ باب التشبيه ليس تشبيهًا في كل مسائله بل توجد فيه مسائل خارجةٌ عن التشبيه من جهة (وجه الشبه) وداخلةٌ فيه من جهة (الطرفين).
وهو المماثلة التي لا يكون الجامع فيها بين الطرفين مشهدًا ذهنيًا بل علّةٌ عقلية، كما أنّ الدلالة فيه ليست مثل الدلالة في التشبيه؛ لأن التشبيه عبارةٌ عن تعانق مدلولي الطرفين ومن ثم يخرج من هذا التعانق المعنى الجامع بين معنيي الطرفين لا بين لفظيهما.
ولابد من التّنبّه إلى أنّ الداخل في علم البلاغة المبني على نظريّة النظم ستكون قضية اللفظ لديه منطلقًا لملاحقة الدلالات لا مركزًا لبناء المعرفة.