- صاحب المنشور: عمر الصنهاجي
ملخص النقاش:
في الإسلام، موضوع المساواة بين الجنسين يثير نقاشاً عميقاً ومستمرًا. يُعتبر هذا الدين واحداً من الأديان القليلة التي أكدت على حقوق المرأة منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة. القرآن الكريم يؤكد على كرامة الإنسان بغض النظر عن جنسه حيث يقول الله سبحانه وتعالى: "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناك شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات:13).
هذه الآية تبين أن التمييز ليس مقبولاً بناءً على الجنس وإنما على الأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة. كما أنها تعكس فكرة أن جميع البشر هم أفراد متساوون في نظر الخالق. لكن، يجب التنويه إلى أن هذه المساواة ليست مساوية مطلقة؛ فالطبيعة البيولوجية والوظائف الاجتماعية لكل جنس لها دورها الخاص الذي يعترف به ويؤكده الدين.
على سبيل المثال، يدعو الإسلام النساء للعب أدوار هامة مثل الأمومة والحفاظ على المنزل. ولكن في الوقت نفسه، يشجعهن أيضاً على التعليم والمشاركة الفعالة في المجتمع. العديد من نساء التاريخ الإسلامي قد حققت نجاحات كبيرة في مجالات مختلفة بما في ذلك العلم، الأدب، والتجارة.
بالإضافة إلى ذلك، في الشريعة الإسلامية، للمرأة حقوق قانونية واضحة تتضمن حق الملكية الخاصة، القدرة على الزواج بموافقتها الشخصية، والحصول على النفقة الزوجية أثناء الطلاق أو الوفاة. رغم بعض التعبيرات الثقافية المحلية التي ربما تقلل من تلك الحقوق، فإن الأساس الشرعي للإسلام واضح فيما يتعلق بحماية وتقوية وضع المرأة.
في النهاية، يمكن اعتباره أن الإسلام ليس ضد المساواة بين الجنسين بل يحترم الطبيعة البشرية المتنوعة ويعزز العدالة والاحترام المتبادل. إنه دين ينادي بالعدالة الاجتماعية ويتطلب من المؤمنين احترام حقوق الآخرين بغض النظر عن نوعهم الاجتماعي أو الجنسي.