#ثريد
"كورونا"
وصناعة الرعب من أجل السيطرة
في عام ١٩١٨ اجتاح العالم وباء الإنفلونزا الاسبانية. ربما كان اكبر كارثة وبائية عرفت خلال التاريخ فقد أصاب المرض ثلث سكان العالم، حوالي ٥٠٠ مليون. توفي جراء المرض ما بين ٥٠ إلى ١٠٠ مليون نسمة او ٢ إلى ٢،٥ في المائة من سكان العالم .
سجلت آخر حالة وفاة في آذار ١٩٢٠. ترك الوباء آثارا اقتصادية عميقة. كما ترك اثارا كبيرة في سلوك البشر.
بعد انتهاء الوباء استعاد الاقتصاد عافيته، وحققت الولايات المتحدة نموا غير مسبوق.
لكن الوباء،مثل كل موجات الأوبئة لا يذكر في التاريخ، ولا في الكتب المدرسية. على خلاف الحروب او الأحداث السياسية، ذلك انه يتم تجاهل الأثر السياسي للأوبئة
احدثت الأوبئة تغيرات سياسية عميقة في العالم. فقد ادركت الدول حينها أهمية الصحة، وصارت من أولوياتها.
وأدت الاوبئة، مثل بقية الامراض، كما يقول ميشيل فوكو في كتابه " ولادة العيادة" إلى مزيد من الهيمنة. وصلت اليات الضبط إلى الجسد وإلى التحكم في الحياة، الاحياء والإماتة، لانتاج وإعادة إنتاج قوة العمل لصالح الراسمالية.