- صاحب المنشور: أيمن السوسي
ملخص النقاش:
في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة التي عشناها خلال العقود القليلة الماضية، أصبح العالم أكثر ارتباطاً بفضل الإنترنت والتطبيقات الذكية. هذا التحول الكبير أثّر بشدة على كيفية تعاملنا وتفاعلنا اجتماعياً، خصوصاً داخل الأسر والأسر الصغيرة. يواجه الجيل الحالي الذي نشأ مع هذه التقنيات - يُطلق عليه غالبًا اسم "جيل Z" أو "جيل ألفا"، تحديات فريدة عند التواصل مع الكبار الذين ربما لم يتمتعوا بنفس المستوى من التعرض للتكنولوجيا.
من جانبهم، قد يشعر أفراد الجيل الأكبر سنًا بالانزعاج أو عدم الفهم تجاه السرعة المرتبطة بالتكنولوجيا الجديدة والعادات الاجتماعية المتغيرة المصاحبة لها. بينما يمكن لأفراد الجيل الأصغر استخدام وسائل الاتصال المختلفة بطرق تبدو طبيعية بالنسبة لهم، فإن ذلك قد يبدو غير متوقع وغير مريح لكثيرين من الجيل السابق. هذه الاختلافات تؤدي إلى بعض الصراعات والصعوبات المحتملة في بناء جسور التواصل بينهما.
على سبيل المثال، تعتبر الرسائل القصيرة والمكالمات عبر الفيديو أمراً عاديا للجيل الحديث ولكنها قد توصف بأنها باردة ومبتعدة عن الطبيعي لدى الجيل الأكبر سنًا. بالإضافة إلى ذلك، هناك اختلاف كبير فيما يتعلق بأوقات الاستجابة؛ حيث ينتظر بعض الأفراد الرد فورا مما يعطي انطباعا بالإلحاح والحاجة الملحة وهذا أمر جديد نسبيا بالنسبة لهؤلاء الآباء وأجداد هؤلاء الشباب اليوم.
الحلول المقترحة
يمكن حل هذه المشكلة جزئيا من خلال اعتبار هذه الخلافات كفرصة لتعلم المزيد عن ثقافة الآخرين وفهم نقاط قوة وضعف كل منهما. هنا بعض الحلول العملية:
- الصبر: إن الانتظار لمدة مناسبة قبل الرد أو البحث عن فهم أفضل للاختلافات الثقافية والتكنولوجية قبل الحكم عليها يمكن أن يساعد كثيرًا في تقليل الغضب والإحباط أثناء محاولتك فهم وجهة نظر الطرف الآخر.
- التعلم: دعوة أعضاء الجيل الجديد لتدريس الأساسيات الخاصة بهم حول تكنولوجيا المعلومات واستخداماتها المفيدة ليس فقط مهم لتحسين مهارات التواصل ولكن أيضا للمشاركة المعرفة الحالية.
- الدعم: دعم حرية اختيار وسائل الاتصال التي يحبذها الشباب طالما أنها آمنة وقانونية تعد خطوة جيدة نحو خلق بيئة أكثر قبول وانفتاح.
- القواعد المنزلية: وضع قواعد مشتركة بشأن الوقت المناسب لاستخدام الجهاز الإلكتروني وعلاقته بالوقت العملي كالوقت المشترك للعائلة مثلا هو امر ضروري لإدارة هذه المواقف بفعالية أكبر.
إن مفتاح حل أي خلاف يتعلق بالعمر يكمن أساسا فى الاحترام المتبادل والتفاهم والثقة. وفي النهاية، يعد تنظيم المحادثات المفتوحة وعلى مستوى العين مفيد للغاية لبناء التفاهم والمعرفة المتبادلة.