هل الانتحار طريق لرؤية الله؟ الحقيقة المؤلمة ومخاطر الانجراف خلف الوساوس

يحمل السؤال نوايا حسنة، ولكن ينبغي توضيح خطورة الاعتقاد الخاطئ القائل بأن الانتحار يمكن أن يؤدي إلى رؤية الله. فالانتحار محرم في الإسلام ويعاقب عليه ص

يحمل السؤال نوايا حسنة، ولكن ينبغي توضيح خطورة الاعتقاد الخاطئ القائل بأن الانتحار يمكن أن يؤدي إلى رؤية الله. فالانتحار محرم في الإسلام ويعاقب عليه صاحب الدين العظيم بنفس الطريقة التي ابتلي بها المرء.

يعبر القرآن الكريم والسنة المطهرة بشكل واضح عن تحريم الانتحار وعواقبه الوخيمة. فقد ورد في حديث نبوي صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه "كان فيمن كان قبلكم رجلٌ به جرحٌ، فجزع فرأى السماء فقال: ربِّ، ماذا ترجو مني؟ أشكرك ولا أعصيك أم أكفر بعد إيمانٍ؟! فقلنا: نعم، قال: فاكتبوا شهادتي، وقطع يدَه بسكين وهو يقول: سبحان الله! لولا أني كنت أظنُّ أنها تؤثر عند ربِّي ما قطعتها!". هذا الحدث يُعتبر دليلاً على شدة غضب الله وانتقامه ممن يستخدم حياته سلماً لإرضائه.

كما تُظهر النصوص الشرعية الأخرى مدى شدة العقوبة الدنيوية والآخروية لهذا العمل الشرير. مثلاً، جاء في الحديث الآخر: "مَن قتل نفسه بشَيْءٍ في الدُّنيا عُذِّب به يومَ القيامة". وهذه التشريعات الواضحة تدحض أي فكرة خاطئة حول إمكانية استخدام الانتحار كوسيلة لتحقيق رضوان الله.

بدلاً من ذلك، فإن أفضل طرق التقرب إلى الله هي من خلال اتباع تعاليمه والإلتزام بأوامره واجتناب نواهيه. فالعبادات المفروضة والمباحة كالصلوات والصيام والحج وغيرها من الأعمال الصالحة تعد أقرب وسائل التقرب إلى الرب الرحيم جل جلاله. يقول نبينا محمد ﷺ: "حقٌ عليّ وعلى من قبلِي من الأنبياء أن لا نخطف شيئًا إلا إذا أمرنا بأخذِه"، مؤكدًا بذلك أهمية طاعة أوامر الله وعدم تجاوز الحدود المسطرة لنا.

ختاماً، دعونا نتذكر دائمًا أن درب الخير والاستقامة هو الطريق الوحيد نحو رضا الرحمن سبحانه وتعالى وصلاح الحياة الأخروية. فلنتبع هدى الشرع المطهر ونسعى للتقرُّب إلى الله بالعيش وفق هداية رسوله الأمين ﷺ بدلاً من اللجوء لسلوكيات مغلوطة محفوفة بالمخاطر الدينية والدنيوية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات