• صاحب المنشور: يونس بن عبد الله
  
  ملخص النقاش:
  تحولت صناعة الإعلام خلال العقود الأخيرة بشكل جذري نتيجة للتطورات التكنولوجية، خاصة مع ظهور الإنترنت والوسائل الرقمية. هذا التحول لم يقتصر فقط على الشكل الذي تأخذه الأخبار بل الأثر العميق على كيفية إنتاجها، توزيعها، واستهلاكها. فيما يلي نظرة متعمقة حول هذه العملية الديناميكية وكيف أثرت على الصحافة التقليدية.

الظهور المفاجئ للصحافة الإلكترونية

مع بداية التسعينيات، شهدنا ولادة صحف رقمية مثل "The Wired" و"Salon". كانت هذه الخطوة الأولى نحو عالم جديد حيث يمكن للأخبار الوصول للمستهلكين مباشرة عبر شبكة الإنترنت. لقد أعطى ذلك القراء القدرة على اختيار المحتوى الذي يريدون قراءته ومتى وأين يرغبون بذلك. كما سهّلت الصحافة الإلكترونية عملية تحديث الأخبار بسرعة كبيرة - خاصية ليست موجودة ضمن المنشورات المطبوعة التقليدية التي تتطلب وقتًا طويلًا لتحديث المعلومات.

الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي كسوق رئيسي لنشر الأخبار ومشاركتها. أدوات مثل تويتر وفيسبوك قدمت فرصاً جديدة للإعلاميين لإرسال الرسائل الفورية والمباشرة إلى جمهورهم المستهدف. بالإضافة لذلك، فإن استخدام هاشتاغات # (#) ساعد في تنظيم المناقشات حول موضوعات محددة مما خلق مجتمعات افتراضية حولهما.

تأثير البث الحي

البث الحي أو "live broadcasting"، والذي يتضمن الفيديوهات المباشرة والمؤتمرات الصوتية وغيرها، أصبح الآن جزءًا أساسيا من استراتيجيات تحرير العديد من المؤسسات الصحفية الكبرى. يسمح لنا بث المواقع الإخبارية الرئيسية عبر كاميرا الهاتف الذكي بتغطية أحداث اللحظة بمجرد حدوثها، وبالتالي تقليل الفترة الزمنية بين الحدث والتقرير عنه بشكل كبير مقارنة بالتقارير المرئية السابقة والتي غالبا ما يتم تسجيلها لاحقا وبعد المعالجة والإعداد الدقيق لها قبل البث.

التأثير الاقتصادي للعصر الرقمي

كان للقنوات الرقمية تأثير واضح أيضا على الجوانب المالية لصناعة الإعلام. فقد تراجع الاعتماد الكبير السابق على الإعلانات المطبوعة مقابل زيادة إيرادات الإعلانات عبر الانترنت. غير أنه رغم ذلك، تواجه بعض المؤسسات الصعوبات بسبب عدم قدرتها على تكرار نجاح نماذج الأعمال القديمة ذات الربحية المرتفعة. فالعديد منها يعاني حاليًا تحت ضغط المنافسة الجديدة من شركات التكنولوجيا العملاقة (Google, Facebook...) التي تستغل حجم قاعدة مستخدميها الضخم لجذب المعلنين.

التحديات أمام الصحافة التقليدية

رغم المكاسب العديدة التي حققتها الصحافة الإلكترونية والصوت/الفيديو عبر الإنترنت، إلا أنها فرضت أيضًا مجموعة من المشاكل الصعبة للصحافة التقليدية. مثلا، ازدياد انتشار أخبار زائفة وانتشار محتوى مضلل أصبح أمراً ملحوظاً أكثر بكثرة منذ دخول العالم العربي عصر الشبكات الاجتماعية مؤخرًا. علاوةٍ على ذلك، يؤدي نقص الثقة في وسائل الإعلام التقليدية لدى الجمهور العام إلى انخفاض الطلب عليها؛ وهو أمر مهما للغاية للحفاظ على ديمومة أي مشروع تجاري