قبل عامين كنت قد التقيت بالشيخ مصطفى الذي تجاوز المئة عام بعام في الاردن.. كان قد جاء لاجئا من سوريا ليسكن عند أحد احفاده. كان لايزال يتمتع بجميع حواسه. أردت أن اخفف عليه تعب الزمان فقلت له: " يا شيخ مصطفى إنك تبدو أكثر شبابا من حفيدك">>
فرد علي مازحا :
" لا تسأل عن عمر الذين أكلوا لحم الإبل"
فسألته :
ماالذي تغير في حياة العرب مقارنة مع القرن الذي مضى؟
فقال : "لم يتغير شيء .. فقط أنا كبرت.. ولكن ما يحدث اليوم قد وقع البارحة
ثم أضاف :"حين كنت شابا اخذوني الاتراك في عهد جمال باشا لأقاتل الانجليز و الفرنسيين.
و بعد نحو عام هربت من الجبهة و انضممت للثورة العربية الكبرى للقتال ضد الأتراك>>
بعدما انتهت الحرب لم نجد لا الدولة العثمانية و لا الدولة العربية .. كان الأمر سرابا.
تزوجت كما يفعل العائدون من الحرب ثم انجبت نصف دزينه من الأبناء. وحين اندلعت الحرب العالمية الثانية
أصبح أكبر ابنائي "هشام " من جنود فرنسا لمقاتلة المانيا .(لاحظ الأب قاتل مع المانيا و الابن ضد المانيا)
في حرب اكتوبر1973 قاتل حفيدي ابن هشام ضد اسرائيل ثم أصبح ضابطا في قوة الردع بلبنان..(إنه لأمر مذهل ان يحارب الشخص جبهتين متعارضتين مرة ضد اسرائيل ثم ضد الفلسطينين أو اللبنانين)