لم استغرب بعد انتهائي من قراءة إيميل أو التربية لجاك روسو من التأثير الذي أحدثه هذا الكتاب -بالرغم من نشره في عام ١٧٦٢- على مناهج وفلسفات كثيرة متعلّقة بتربية الطفل. فالتفاصيل والأمثلة التي يذكرها روسو بناءً على تربيته للطفل إميل جعلت من أفكاره حول التربية أفكاراً فعّاله للتطبيق https://t.co/PrZCzy6BzJ
يقسّم روسو تربية الأطفال إلى ٤ مراحل بحسب العمر. لكنه يبدأ كتابه بالتأكيد على ضرورة الرضاعة الطبيعية لعملية التربية، وبأن أي إهمال أو تقصير في هذا الجانب هو بداية تربية سيئة. فبجانب أهمية الرضاعة لصحة البدن ومناعته يرى روسو بأن لا شيء يقوم محل عطف الأم الذي يرافق عملية الرضاعة
المرحلة الأولى وهي مابين ١-٥ سنوات هي مرحلة التربية الجسدية الصِرفة. يرى روسو بأن كل شر يأتي من ضعف، ولكي تقوى روح الطفل يجب أن تقوى عضلاته أولاً. فالعقل الأول للطفل هو (عقل حسّي) وهذا العقل ينمو ويتكوّن بتقويّة بدنه والتركيز على تطوير استخدامه لجوارحه
في المرحلة الثانية وهي مابين ٥-١٢سنة يعرّض الطفل للتجارب الممكنة بقدر المستطاع وينصح روسو بأن يؤخذ الطفل بشكل دائم إلى أماكن أقرب للطبيعة كالقرى أو البحر وغيرها وعدم تعريضه للدروس الشفهية لأنه لايعرف الخطأ بعد. كما يرى بأن العقل رادع القوة والطفل لا يحتاجه في هذه المرحلة من العمر
ملاحظة ملفته وجدتها وهي تتعلق بنصح روسو بتعليم الطفل القراءة في هذا المرحلة لكنه لا ينصح أبداً بجعله يطالع الكتب التي تستدعي التفكير قبل سن الثانية عشر. فقراءة مثل هذه الكتب مضيعة وقت لأنه لا فائدة منها مادام عقله ليس مكتملاً لينتفع مما يقرأ. فالتجربة أهم في هذه المرحلة من الكتب