- صاحب المنشور: عبد الحميد بن بركة
ملخص النقاش:في العصر الحديث، أصبح التناغم بين متطلبات العمل والحياة الشخصية موضوعًا رئيسيًا يثير قلق العديد من الأفراد والمجتمعات. مع تزايد ساعات العمل الطويلة والإسراع المستمر للحياة اليومية، غالبًا ما يشعر الناس بأنهم يكافحون لإيجاد الوقت الكافي للأمور الأساسية مثل الاسترخاء والعلاقات الأسرية والصحة النفسية والجسدية.
هذا التوتر المتزايد يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية عديدة على الفرد وعلى بيئة العمل. عند عدم تحقيق التوازن الصحيح، قد يتعرض الموظفون للإرهاق الزائد مما ينتج عنه انخفاض في الإنتاجية والأداء الوظيفي وانعدام الرضا المهني. وبالمثل، فإن التأثيرات خارج نطاق العمل يمكن أن تكون حادة أيضًا؛ حيث تتضرر العلاقات الاجتماعية بسبب نقص الاتصال وتقلل الأولويات الصحية لأن الروتين اليومي يُفرض عليه ضغط غير منتظم ومتواصل.
أسباب هذا الخلل
- العولمة والتكنولوجيا: أدى العالم الرقمي المتصل باستمرار إلى توسيع حدود الأعمال حتى خارج ساعات العمل التقليدية.
- نموذج الشركات التقليدي: كثيرٌ من مؤسسات الأعمال تدعم ثقافة عمل تعتمد على الكم أكثر منه النوع؛ وهذا يدفع الموظفين نحو تقديم المزيد مقابل القليل نسبياً.
حلول واقعية لتحقيق التوازن الأمثل
- تحديد الحدود الواضحة: إن وضع سياسات واضحة لساعات العمل واستخدام تقنيات التواصل بطريقة مسؤولة يساعد بشكل كبير في تحديد هامش واضح للفصل بين الحياة العملية والشخصية.
- دعم توفير الصحة العقلية للجسم: تشجيع برنامج للعناية بالصحة شامل وممارسة الرياضة والاستراحات المنتظمة أثناء النهار يساهم بنسبة عالية بتحسين نوعية حياة الموظفين وقدراتهم على التركيز خلال فترات عملهم.
- تعزيز الثقافة المؤسسية الداعمة للتوازن: بناء ثقافة داخل الشركة تقوم بتثمين الجوانب الإنسانية للموظفين وتعترف بمحاولاتهم لتحقيق التوازن وتحفزها بالتشجيع والدعم المناسبين.
وفي النهاية، يعد الحفاظ على حالة جيدة من التوازن أمر حيوي لكلتا المنظمتين والفرد نفسه. فهو ليس حقاً أساسياً فحسب، بل هو أيضاً استثمار طويل المدى الذي سيؤتي ثماره بالنفع لكلا الجانبين على حد سواء.