في سياق حالة فريدة تعاني منها فتاتنا العزيزة من الجزائر، حيث تبين بأن لديها سمات حيوية تميزها كأنثى، إلا أنها تحمل التركيب الجيني XY46 الذي يشير إلى كونها ذكرًا بيولوجيًا، بالإضافة إلى بعض العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي والتي جعلتها غير قادرة على التنقل بشكل طبيعي عبر مراحل البلوغ الأنثوي التقليدية، لا سيما الحيض. وقد أكدت جميع الاختبارات الطبية الطبيعية لوظيفة الهرمونات لدى الشخص المعني، باستثناء عدم الاستجابة لهرمون التستوستيرون مما أدى لتأخير ظهور صفات الجنس الثاني.

وفقًا لإرشادات المجلس العام للقوانين الإسلامية المتعلق بهذا النوع الخاص من القضايا الصحية المعقدة والمعروف باسم "التشوهات النمائية"، يُشدد على أهمية التشاور مع الأطباء المحترفين الذين يتمتعون بمكانة عالية من الاحترام والثقة. يجب الآن إجراء المزيد من الفحص السريري والتقييم الدقيق تحت توجيه هؤلاء الأعضاء المؤهلين للمجتمع الطبّي. إذا ثبت وجود أغلبية واضحة للتكوينات الذكورية بناءً على هذه الدراسة الجديدة للإجراءات التشخيصية الحديثة، يمكن النظر في تدخلات طبية مصممة لاستعادة توازن واضح للجنسية البيولوجية. إن هدف هذه الخطوات ليس فقط تحقيق الشفاء من مشكلاتها الصحية، ولكنه أيضًا إعادة بناء صورتها الذاتية والجندرانية وفق الواقع البيولوجي بغض النظر عن التعبيرات الشخصية للأدوار الاجتماعية المرتبطة للجنسين خلال مرحلة الطفولة المبكرة وبداية الشباب. وفي السياق الأخلاقي والديني لهذه المسائل الحساسة، يؤكد المجمع الدولي لفقه المسلمين حق المرأة -أو الرجل- في تلقي العلاج اللازم لتحسين صحتهم واستقرار هويتهم الجندرية الأصلية مادام هناك احتمالية قاطعة لهذا الأمر. إنها دعوة للاستشارة المنتظمة مع مختصين مدربين للحصول على المشورة المناسبة لكيفية إدارة حياتك اليومية بطريقة تتوافق مع معتقدات وثقافة مجتمعك العربي والإسلامي أثناء الانتهاء النهائي للعلاج وإتمام عملية تحديد الجنس بدقة أكبر.