- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:يُعتبر التطرف الديني ظاهرة عالمية معقدة لها جذور عميقة في الأساس النفسي والاجتماعي. تتداخل عوامل متعددة لخلق بيئة خصبة للتطرف، مما يؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار العالميين. يهدف هذا البحث إلى استكشاف الأسباب النفسية والاجتماعية للتفكير المتطرف وكيف يمكن لهذه العوامل أن يساهم مجتمعيًا في خلق تيارات دينية متطرفة.
الأسباب النفسية للتطرف
- الضغوط الداخلية: غالبًا ما يشعر الأفراد الذين يعانون من ضغوط نفسية شديدة بالاستياء أو الشعور بالعجز. قد يتجه بعضهم نحو التطرف كوسيلة لإيجاد هدف أو شعور بالقوة داخل مجموعة موحدة.
- الفجوات المعرفية: عدم الفهم الكامل للمعتقدات الديناميكية والعلاقات المعقدة بين مختلف الثقافات والمذاهب الدينية قد يؤدي إلى سوء فهم وتصور خاطئ حول الآخرين، وبالتالي زيادة الميل نحو التحيز والتطرف.
- الشعور بالظلم والقهر: تاريخ طويل من الظلم الاجتماعي والثقافي قد يخلق مشاعر عميقة من الغضب والإحباط لدى شرائح كبيرة من السكان، خاصة الشباب المهمشين اقتصاديا واجتماعياً. ومن هنا يأتي جذر جذب التنظيمات المتطرفة لتلك الشرائح عبر تقديم حلول "سهلة" لما يرون أنه قمع واستبداد غير عادل.
التأثيرات الاجتماعية على ظهور التيارات المتطرفة
- النظم السياسية القمعية: عندما تشهد المجتمعات سياسات حكومية قمعية وقمع حرية الرأي والمعتقد، فإنها تخلق بيئة مثالية لانبعاث خطابات وممارسات متشددة ضد هذه السلطات المحلية والدولية.
- الأزمات الاقتصادية: الفترات الصعبة اقتصاديا تعزز شعورا عاما بعدم الثقة بالنظام السياسي التقليدي وتؤدي إلى رفض مفاهيمه المتعارف عليها اجتماعيا وثقافيا. بالتالي تصبح الأفكار البديلة -حتى لو كانت متطرفة- جاذبة للشباب الباحثين عن طريق جديد خلال تلك اللحظات التاريخية الحرجة.
- الإعلام الحديث وانتشار المعلومات المغلوطة: الإنترنت وغيره من وسائل الإعلام الحديثة سهلت الوصول لمعلومات مغلوطة حول موضوعات حساسة مثل الإسلام والحروب والصراع الإسرائيلي الفلسطيني وما إلى ذلك. وهذا قد يغذي الخطاب المناوئ للدولة ويعمق الانقسام الداخلي وبناء حالة ذهنية تدفع باتجاه الجماعات الراديكالية باعتبارها الحل الوحيد المستدام لأمتهم .
آثار التطرف على السلام العالمي
إن انتشار التعصب والكراهية الذي ينتج عنه الأعمال العنيفة تحت ستار الدين له تأثير مدمر ليس فقط على المناطق المصابة مباشرة ولكن أيضا على العلاقات الدولية بشكل عام. أصبح التعاون الدولي أكثر تحديا بسبب نزاعات مستمرة نتيجة لنشر الخوف وعدم الاستقرار السياسيين الدولتين. بالإضافة لذلك فان الحروب الأهلية والأزمة الإنسانية الناجمة عنها تؤهب أرضاً خصبة للإرهاب والجريمة المنظمة . ولذلك فإن مكافحة الإرهاب تتطلب نهجا شاملا يستند إلى تفاهم معمق لجذور المشكلة سواء كانوا نفسيين أم اجتماعين . ويتضمن ذلك جهودا طويلة المدى لبناء مجتمعات مستقرة وآمنة وتحسين فاعلية المفاوضات لحل نظم الحكم الفاشلة وتعزيز حقوق الإنسان ومشاركة المواطنين بحرية أكبر في اتخاذ القرار وفي الأخير الحد من الفرصة أمام نشوء أفكار بديلة عن النظام الحالي حتى وإن كانت تبدو جذابة لفترة زمنية قصيرة بسبب الواقع المرير اليومي لمواطنيه