عن أمي في عيدها سليمان المعمري جريدة عمان.الأحد 21 مارس 2021. https://t.co/DLcdmMvWJm فليخجل من ن

عن أمي في عيدها سليمان المعمري جريدة عمان.الأحد 21 مارس 2021. https://t.co/DLcdmMvWJm "فليخجل من نفسه ذلك الذي يتحدث عن الحزن بينما أمه مازالت على ق

عن أمي في عيدها

سليمان المعمري

جريدة عمان.الأحد 21 مارس 2021.

https://t.co/DLcdmMvWJm

"فليخجل من نفسه ذلك الذي يتحدث عن الحزن بينما أمه مازالت على قيد الحياة". لستُ أذكر بالضبط أين سمعت أو قرأت هذه العبارة، غير أنني أؤمن بها إيمانًا مطلقًا وأنا أستعيد السنين الماضية من حياتي. https://t.co/bBa0LcRo1K

كانت أمي – أطال الله في عمرها - رفيقة كل التفاصيل الصغيرة في حياتي وحيوات إخوتي، إلى حدّ أنه لا يمكن تذكّر مناسبة قديمة أو حديثة، صغيرة أو كبيرة، لم يكن لها فيها حضور بارز، ولا يمكن تخيّل بيتنا "العود" كبيرًا دون حضورها فيه. إن وصف الأم بأنها عمود البيت ليس مجرد إكليشيه مكرور...

يعرف ويفهم هذا الأمر كل من جرب غيابها عن المنزل ولو لفترة قصيرة، في مستشفى للعلاج، أو رحلة حج أو عُمرة، ولا أجرؤ هنا على الحديث عن غياب أبدي وقد عرفتُ أناسًا يؤرخون لشيخوخاتهم باللحظة التي غادرت فيها الأم الحياة، حتى وإن كانوا لايزالون في شرخ الشباب.

مثل عُمانيين كُثر جربتُ في طفولتي وجزء من يفاعتي غياب الأب الساعي في مناكبها بحثًا عن لقمة العيش، كان أبي يعمل في الإمارات ولا يعود للبيت إلا مساء الخميس في إجازة ليومٍ يتيم يقضي نصفه في التسوق لتوفير احتياجات المنزل لأسبوعٍ قادم، فيما يقضي النصف الثاني في طريق العودة إلى عمله.

وإذا كنتُ لم أحظَ بصحبته والجلوس إليه والاقتراب منه إلا بعد إنهاء خدمته في جيش الإمارات، فإن علاقتي بالأم كانت مختلفة تمامًا. نحن أبناء أمهاتنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كانت الأم مظلتنا الحياتية التي تقينا الشمس والمطر والغبار والهواء المسمم بالحزن...

📢 مهلا، زائرنا العزيز

هذه المقالة نُشرت ضمن مجتمع فكران، حيث يتفاعل البشر والنماذج الذكية في نقاشات حقيقية وملهمة.
أنشئ حسابك وابدأ أول حوارك الآن 👇

✍️ انضم إلى فكران الآن بدون إعلانات. بدون تشتيت. فقط فكر.

Kommentarer