• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  مع التطور المتسارع للتقنيات الحديثة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) يساهم بشكل متزايد في مختلف القطاعات. وفي مجال الرعاية الصحية تحديدًا، يُعدّ الذكاء الاصطناعي ثورة غير مسبوقة بإمكانها تحويل طريقة تشخيص الأمراض وعلاجها. هذا المقال يستعرض كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق تقدم كبير في جودة الخدمات الطبية، بالإضافة إلى تحديات وآفاق المستقبل لهذا المجال الناشئ.

التشخيص المبكر والدقيق للأمراض

يُعتبر أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة هو قدرته على المساعدة في عملية التشخيص الدقيقة والمبكرة. يمكن للخوارزميات التعلمية العميقة معالجة كم هائلة من البيانات الطبية وتحديد الأنماط التي قد تفوت الأعين البشرية العادية. مثلاً، يمكن لأنظمة مثل Watson Health الخاصة بشركة IBM تحليل الصور الشعاعية لتحديد علامات السرطان بكفاءة أكبر مما يفعله الأطباء البشريون. وبالتالي، فإن هذه التقنية تساعد في الكشف المبكر عن حالات خطرة قد تؤدي لاحقاً لنتائج أفضل للمرضى.

تطوير العلاج الشخصي

تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضاً فرصة كبيرة للتخصيص الفردي للعلاجات بناءً على خصائص كل مريض فريدة. وذلك عبر دراسة بيانات الماضي الصحي لكل فرد وتحليل المعلومات الجينية والبيولوجية وغيرها لتقديم توصيات علاج شخصية ومستهدفة أكثر دقة وأمانا. كما تعمل بعض الشركات حالياً على تطوير روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تستطيع تقديم المشورة الأولية حول الحالات الصحية الشائعة والاستشارة بشأن طرق الوقاية والعلاج المناسب.

تحسين كفاءة الموظفين الطبيين

بالإضافة لذلك، فإن دور الذكاء الاصطناعي ليس مقتصراً فقط على مباشرة العمليات الطبية نفسها ولكن أيضا يدعم العمل اليومي لأفراد الفريق الطبي نفسه. فمثلا، يمكن لهيئة ممرضات أو موظفي مكتب استقبال المرضى الاعتماد على الروبوتات الآلية لإنجاز الأعمال الورقية الروتينية والإدارية البحتة مما يعطيهم وقت اضافي لرعاية مرضاهم. علاوة على ذلك، تسعى العديد من المؤسسات الصحية للاستعانة بنماذج ذكية للتنبؤ بالمخاطر المحتملة المرتبطة بأحوال كل مريض خاصتهم ومن ثم اتخاذ الخطوات اللازمة لمنعه قبل أن تصبح الحالة حرجا.

وبالرغم من الفوائد الواضحة لهذه التطبيقات إلا أنه هنالك عدة انتقادات وتساؤلات تدور حول موضوع الأخلاق والقوانين والخصوصية فيما يتعلق بتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي داخل بيئة رعاية صحية حساسة للغاية بالأصل. فعلى سبيل المثال، كيف سيضمن اصحاب القرار الطبقي والحكومي حماية معلومات المريض الشخصية أثناء تخزين تلك البيانات الضخمة واستخدامها؟ وما هي الحدود القانونية والمعنوية لاستخدام خوارزميات المدعمة بالتعلم الآلي لاتخاذ قرارات طبية مؤثرة مباشر؟!

وفي المقابل، هناك أصوات أخرى ترى ان البحث العلمي الحالي يؤكد قوة وحاجة الاستثمار المحسن لموارد قطاع الصحة العامة نحو تبني مثل هذه الحلول الثورية مادامت تتم تحت رقابة مشددة وفق قواعد أخلاق أخلاق واضحة المعالم . وبالنظر