- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، أصبحت التكنولوجيا أدوات رئيسية لتحقيق الاستدامة والتطوير في قطاع الزراعة والأمن الغذائي. هذه الأدوات تتراوح بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تساعد في تحسين الإنتاجية وتقليل الهدر, إلى تقنيات الرصد الجوي الذي يعزز من كفاءة إدارة المياه والموارد الأخرى. بحسب التقارير الأخيرة, فإن العالم يستورد حوالي 17% من طعامه سنوياً, مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوسيع نطاق الأنظمة الغذائية المحلية والدولية. بالإضافة إلى ذلك, يتوقع الخبراء نمواً ديموغرافياً كبيراً خلال العقود القادمة, وهو ما سيضع ضغطاً أكبر على موارد الغذاء. لذلك, فإنه من الهام للغاية إدراك كيف يمكن للتكنولوجيا المساعدة في مواجهة هذه التحديات واستشراف مستقبل أكثر استقرارا للأمن الغذائي العالمي.
الوسائل التكنولوجية الرئيسية:
الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي:
تُستخدم خوارزميات التعلم الآلي حاليا للتنبؤ بالأمراض النباتية ومراقبة الظروف البيئية مثل درجة الحرارة ورطوبة التربة. هذا يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات ذكية بشأن الري والإخصاب بشكل فعّال ومتى وكيف يتم معالجة أي مشكلات صحية محتملة قبل تفاقمها. كما أنها تسهم أيضا في تحديد أفضل المواقع المناسبة لزراعة المحاصيل المختلفة بناءً على البيانات التاريخية حول الطقس وأنماط الأمطار وغيرها من العوامل المؤثرة.
الروبوتات والآلات الذاتية التشغيل:
تساعد الروبوتات الحديثة في العمليات الزراعية المختلفة بما في ذلك البذر والحصاد وجمع الأعشاب الضارة والصيانة العامة للمزارع. فهي تعمل بكفاءة عالية ويمكن برمجتها لأداء مهماتها باستمرار وبسرعة أكبر بكثير مقارنة بالعمالة البشرية. علاوة على ذلك, تقلل هذه الحلول التكنولوجية من الاعتماد الكبير على اليد العاملة البشرية والتي غالبًا ما تكون غير متاحة أو غير مستقرة بسبب ظروف السوق وظروف العمل الصعبة.
نظام المعلومات الجغرافية (GIS) وتطبيقات الرصد عبر الأقمار الصناعية:
يعتبر نظاما GIS والأقمار الصناعية أدوات قوية لرسم خرائط وإدارة استخدام الأرض. يمكن لمثل هذين النظامين تقديم صور مفصلة للأرض توضح أماكن وجود الحشرات والعفن والفطريات وغير ذلك مما قد يؤثر سلبًا على نوعية المحصول وقيمته الاقتصادية. كذلك توفر تحديثات دورية للحالات الجوية مما يسمح بالتخطيط الفعال لاستخدام المياه والاستفادة القصوى منها أثناء فترات الجفاف والشدة المائية.
تطبيقات الهاتف المحمول والأجهزة اللوحية:
أصبحت العديد من الشركات الناشئة تطوّر تطبيقات هاتف محمول تقدم خدمات ذات قيمة كبيرة للمزارعين خاصة الذين يعملون بمفردهم أو ضمن تجمعات صغيرة حيث يمكن لهم الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالسوق المحلية والسعر الحالي لنوع منتجاتهم وكذلك معرفة آخر المستجدات فيما يتعلق بأفضل الممارسات الزراعية الجديدة وآفاق الأسواق العالمية. تؤدي هذه الخدمة دوراً أساسياً في تمكين المزارعين الصغيرة والكبيرة لديه القدرة على التواصل مباشرة مع المشترين دون حاجة لوسطاء تقليدين وقد يشمل ذلك حتى زبائن خارج الحدود الوطنية باستخدام التسوق الإلكتروني.
