• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  لقد أدى الانتشار الهائل لتطبيقات وتقنيات الوسائط الاجتماعية إلى تغيير طرق تواصلنا ومعلوماتنا وأساليب الترفيه لدينا. بينما تشكل هذه المنصات فرصًا هائلة للتفاعل والتواصل والتعلم، فقد سلطت الأبحاث الحديثة الضوء أيضًا على التأثيرات المحتملة على الصحة النفسية، خاصة بين الشباب العرب. وفي هذا التحليل المقارن، سنستكشف كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر على الصحة العقلية للفتيان والفتيات العرب بطرق مختلفة.

الفجوة الرقمية والجنسانية

بات الحديث حول "الفجوة الرقمية" شائعًا منذ ظهور الإنترنت، لكن السياق هنا مختلف؛ إذ يشير المصطلح إلى الاختلافات العديدة في كيفية استخدام الذكور والإناث للمعلومات التقنية والمواقع الإلكترونية وأدوات الاتصال المختلفة. وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، فإن معدل انتشار مستخدمي الهواتف المحمولة عبر الشرق الأوسط يصل إلى حوالي 93% لدى الرجال مقابل 88٪ عند النساء. وهذا يعكس وجود فجوة رقمية جنسيّة واضحة قد تحدُّ من الوصول المتساوي لمزايا التكنولوجيا الصحية والنفسية المحتملة التي توفرها الشبكات الاجتماعية.

الآثار الإيجابية لوسائط الإعلام الجديدة

توفر شبكات التواصل مكاناً افتراضياً يتيح الفرصة للتعبير عن الذات بحرية أكبر مما هو متاح عادة بالعالم الحقيقي. يُمكن للأعضاء مشاركة أفكارهم وآرائهم وخبراتهم الشخصية بحرية نسبية دون خوفٍ من تداعيات اجتماعية قد تواجههم بالحياة اليومية. كما أنها تساهم بتوفير مساحة آمنة للتواصل مع الأشخاص المشابهين لهم بفكر وثقافة ومشاعر مشتركة، وهو الأمر الذي يعد مفيدا للغاية لمن يقاسون الوحدة والعزلة. وبجانب ذلك، تعزز المنصات التعليم الذاتي من خلال تزويد المستخدمين بمجموعة متنوعة ومنوعة من المواضيع العلمية والفنية والثقافية وغيرها الكثير والتي غالبا ماتكون غيرمتوفرة بكفاءتها بالمؤسسات التعليمية الرسمية.

المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل الاعلام الجديد مؤخراً

بالرغم من مزاياها العديدة، إلا أنه ثبت مؤخراً بأن الاستخدام الزائد لوسائل الاعلام الاجتماعى يرتبط بالإصابة بعدوى الامراض النفسية كالقلق والاكتئاب وصعوبات النوم بسبب زيادة معدلات الانزعاج والشعور بالغيرة والحسد نتيجة التعرض المستمر لعروض حيات الآخرين المثالية وهمومهن البعيدة كل البعد عن الواقع المعيش لذلك الشخص نفسه! بالإضافة لما سبق ذكره ، يكمن الخطر الرئيسي فى احتمال تعرض العديد من الأفراد للاعتداء الإلكتروني والسلوك المؤذي عبر الأنترنت وذلك تحت ستار مجهوليتة هويتهالحقيقيه مما يؤدى بصاحب تلك الرسائل الى الشعور بالتشتت العقلي وانعدام التركيز وفقدان الثقة بالنفس وانتقال حالة الغضب داخليا خارجيا نحو واقعه الخارجي .

إن فهم العلاقات الدقيقة بين جنسانية المستخدم واستخدامه لهذه الأدوات الرقمية أمر ضروري لفهم مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صحته النفسية. وعلى الرغم من كون لها جوانب ايجابية مثل توسعة دائرة معرفتنا وزيادة اهتماماتنا الثقافية والمعرفية الا انه بات واضحا تمام الوضوح بأنه ينبغى تحقيق توازن منطقى فيما خص الوقت المبذول أمام الشاشات حتى نجنب انفسنا بعيداً عن سلبياتها الخطيرة المتعلقه بهذه الادمانات الرقمية الواضحه حاليا ولابد لنا جميعا البحث باستمرار عن أفضل الطرق للاستفادة منها بأمان واحترافية عالية تجنب مخاطرها المدمرة.