- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع تغير نمط الحياة وتطور بيئة العمل الحديثة، أصبح تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الأسرية تحدياً كبيراً للعديد من الأفراد. هذا التحدي ليس مقتصراً على دولة معينة أو ثقافة بعينها؛ فهو منتشر عالمياً ويؤثر بشكل مباشر على الرفاه النفسي والجسدي لأفراد الأسرة والمجتمع بأكمله. يمكن تقسيم هذه الدراسة إلى عدة جوانب رئيسية: الأول يتعلق بتحديد طبيعة المشكلة وكيف تؤثر على أفراد المجتمع، والثاني يناقش الأدوار المختلفة للأطراف المتضررة مثل الآباء والأمهات والأطفال، وأخيراً يركز الجزء الثالث على استراتيجيات فعالة لتعزيز التوازن المنشود.
أولاً: فهم عميق للتحدي
يشير مصطلح "توازن حياة العمل" عادة إلى القدرة الفردية على إدارة وقتها ومواردها بطريقة تتيح لها أداء واجبات وظيفتها بكفاءة فضلاً عن توفير الوقت الجيد للعناية بشؤون المنزل والعائلة والنشاطات الشخصية الأخرى. ولكن، الواقع العملي غالبًا ما يعكس ضغطا مستمرا حيث قد تتطلب متطلبات الوظيفة ساعات طويلة والإلتزام بالمواعيد النهائية الضيقة والتنافس الشديد ضمن البيئات العملية اليومية مما يؤدي بصورة مباشرة إلى التأثير السلبي المحتملعلى العلاقات العائلية والاستقرار الاجتماعي العام.
ثانياً: مشاركة جميع الأطراف المعنية
- الأمهات: تعد الأمهات واحدة من أكثر الفئات تأثرا بهذا الموضوع إذ إنهن غالبًا ما يكن مسؤولات عن رعاية الأطفال وصيانة البيت بالإضافة لتحقيق نجاحهم المهني. هنا يأتي دور دعم الزوج ومشاركة المسؤوليات لتخفيف العبء عليهم.
- الأباء: يلعب الرجال أيضا دوراً أساسيا في الحفاظ على التوازن المناسب داخل الأسرة. يمكن لهم المساهمة بحضور أكبر خلال فترات الراحة الاسبوعية ورعاية الصحة النفسية لكل فرد بالمنزل.
- الأطفال: يشعر الصغار بالتغيرات التي تطرأ على نظام حياتهم بسبب انشغال أحد الوالدين خاصة وانهم اكثر مرونة وقابلية للتكيف ويمكن لذلك أثره كبير طويل المدى سواء كان بالإيجاب أم بالسلب حسب نوع الدعم الذي يحصلون عليه أثناء عملية التحول.
ثالثاً: استراتيجيات تعزيز التوازن المرغوب فيه
1. وضع الحدود
يجب تحديد حدود واضحة فيما يتعلق بمعدل ساعات عملك وبروتوكولات اتصال خارج فترة العمل الرسمية لمنع أي تداخل محتمل بين الجانبين.
2. تنظيم الوقت بفعالية
تقنيات إدارة الوقت كالجدولة اليومية وإعداد قائمة للمهام المستمرة باستخدام التقويم الرقمي وغيره ستكون مفيدة للغاية لإدارة كل مهمة وفق اولوية محددة.
3. التواصل البناء داخل الأسرة
تشجع المحادثات المنتظمة حول احتياجات الجميع واحترام تلك الاحتياجات وتعزيز الشعور بالأمان الذاتي لدى الأعضاء المختلفين للحفاظ علي علاقة صحيه قوية وخلق جو توفيقي عام مناسب لكلا الطرفين.
4. طلب المساعدة عند الحاجة
ليس هناك خجل في الاعتراف بأن البعض يحتاج لمساعدة خارجية سواء كانت من خدمات رعاية الأطفال المحترفة أو الخدمات الخادمة العامة وما شابه ذلك كي تستطيع التعامل مع كافة المصالح بنمط حياتهما الحالي بكل سهوله قدر الإمكان.
هذه بعض الخطوات الرئيسية نحو بناء نهج شامل ومتكامل يسمح للشخص بالحصول على أفضل نسب لموازنة دائرته الاجتماعية المباشرة وعلاقاته المهنية وحياته الخاصة ايضاً . فالعيش بسعادة وانسجام هو حق لكل انسان ويتحقق بإستخدام صحيح لما ذكر سابقا أعلاه من طرق واستراتيجيات ملخصة اعلاه لفهم القضية جليا واتخاذ قرارات حاسمة تساهم باستمرار تحقيق حالة راحة نفسية كاملة لجميع أفراد العائلة بلااستثناء!