في الإسلام، الحج فريضة واجبة على كل مسلم حر عاقل بالغ مستطيع السبيل إلى أدائه، مرة في العمر. وبر الوالدين وإعانتهما على أداء الواجب أمر مشروع بقدر الطاقة. ومع ذلك، فإن أداء الركن العظيم من أركان الإسلام، وهو الحج، مقدم على بر الوالدين عند التعارض.
إذا لم تؤد فريضة الحج من قبل، وقد يسر الله لك هذا العام القبول في قرعة الحج، فالواجب عليك أن تحج عن نفسك. الحج فريضة من فرائض الدين وركن من أركانه، وهو واجب على المستطيع، وقد تهيأت لك سبل الاستطاعة فوجب عليك أداء فريضة الله تعالى. لا يجوز أن تؤثر أباك بالقرعة؛ لأن الإيثار بالقربات الواجبة لا يجوز.
وعليك أن تداري أباك وتتلطف له في الاعتذار وتبين له الحكم الشرعي في المسألة. وأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام مقدم على بر الوالدين عند التعارض، وليس ذلك من العقوق. وتستطيع أن تبر والدك بغير ذلك. لكن لو خالفت ذلك وآثرت أباك على نفسك فذهب للحج فحجه صحيح، ويجب عليك أن تبادر بالحج عند الاستطاعة.
في النهاية، يجب أن تعلم أن إعانة الوالدين على أداء الحج، سواء كانا مستطيعين أم لا، هو من أفضل أنواع البر. لكن ذلك ليس بواجب على الولد وإنما هو تطوع. إذا تعارض هذا التطوع مع قضاء الدين الحالي، فيقدم الدين بلا شك. والله أعلم.