• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في عصر الثورة الرقمية، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) قوة دافعة رئيسية لتغيير طبيعة الأعمال وكيفية أدائها. مع تطور التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، بدأ هذا التحول يترك آثارًا عميقة على سوق العمل العالمي، مما يعرض وظائف تقليدية لخطر الانقراض بينما يخلق فرص عمل جديدة تمامًا.

الفوائد والتحديات:

إن فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي كبيرة وتشمل زيادة الكفاءة والإنتاجية. يمكن للآلات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام الروتينية بسرعة وأمان أكبر بكثير مقارنة بالإنسان. كما أنها قادرة على العمل لفترات طويلة بدون تعب أو حاجة لأجازات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي قادرٌ على تحليل كميات هائلة من البيانات بشكل أسرع ودقيق أكثر من البشر، وهذا يساعد الشركات اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على رؤى دقيقة ومنطق خوارزمي.

لكن هناك جانب مظلم لهذه القصة أيضًا؛ حيث يشكل الأتمتة المرتبطة بزيادة اعتماد الذكاء الاصطناعي تهديداً حقيقياً لعدد كبير من الوظائف الحالية والتي كانت تعتبر ذات يوم غير قابلة للإزالة بواسطة الآلات. وفقا لدراسات مختلفة، من المتوقع اختفاء ملايين الوظائف بسبب الاستبدال بتقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل. هذه الصناعة المصممة والخياطة والمحاسبة والخدمات اللوجستية وغيرها تشهد بالفعل تغييرات جذرية بسبب التطبيقات التكنولوجية الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

إعادة التدريب والتعليم المستمر:

مع تقدّم تكنولوجيات مثل التعلم الآلي والروبوتات، يتعين علينا مواجهة واقع جديد وهو ضرورة تطوير المهارات وتحويل تركيز التعليم نحو مجالات تتطلب قدرات بشرية فريدة كالابداع الابتكار وإدارة العلاقات الإنسانية واتخاذ القرارات المعقدة والمواقف غير المتوقعة. وبالتالي فإن الاستثمار في التعليم المستدام وإعادة تأهيل العمالة الموجودة اليوم بات أمراً محوراً أساسياً لمواجهة التغيرات الناجمة عن تقدم الذكاء الاصطناعي والحفاظ على القدرة التنافسية لسكان العالم العاملين.

لتجنب البطالة الجماعية الناجمة عن استبدال الإنسان بالآلة، ينبغي الحكومات والشركات والأفراد العمل مجتمعين لإيجاد حلول مبتكرة تضمن انتقال مرن وخالي من الإضرار بمصالح المجتمع الاقتصادية والثقافية. ويتضمن ذلك دعم البرامج التأهيلية للعاطلين وتوسيع نطاق الخدمات الاجتماعية لتوفير شبكة أمان اجتماعي قوية تدعم الأفراد أثناء رحلتهم للتأقلم مع عالم العمل الجديد الذي يقوده الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت ذاته، يجب التشديد على أهمية الأخلاق والقيم الإنسانية التي ستكون لها نفس الأولوية إن لم يكن أهم منها عندما يتم الاعتماد بدرجة عالية على الحلول البرمجية الدقيقة لكن بعيدة عن الشعور الإنساني والعاطفة الغريزية لدى الناس.

وفي النهاية، رغم المخاطر الواضحة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي الكبير في عدد كبير من القطاعات، إلا أنه بإمكاننا أيضا النظر إليها كفرصة للتحول الرقمي المنظم والذي يأخذ معه كل الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية المختلفه ويسمح لهم بالتفاعل بنظام حديث يتيح للمكتسبات المعرفية للأجيال الحديثة بأن تكون مصدر إلهام لنا جميعا فيما بعد ليصبح الجميع جزءا فعالا في صنع الحياة الرقميه امتدادا للحياة الطبيعية بكل جماليتها وروعتها داخل بيئه امنه ومتكامله تكفل تكافؤ الفرصه لكل فرد سواء كان شاب أم عجوز ذكر أم انثى بغض النظر عن الخلفيه الثقافيه او الدين له .