- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في أعماق عصرنا الحديث، تواجه البشرية واحدة من أكثر التحديات إلحاحًا وأهمية على الإطلاق - أزمة المياه. هذه الأزمة ليست مجرد قضية تتعلق بالبلدان الفقيرة أو المناطق الجافة؛ بل هي مشكلة عالمية تؤثر حتى في الدول الغنية والمزدهرة. إنها دعوة لإعادة النظر في كيفية استخدامنا وإدارتنا للموارد المائية الثمينة التي تدعم الحياة كما نعرفها.
**التحديات الراهنة:**
- النقص المتزايد: مع نمو السكان العالمي بوتيرة متسارعة، يتزايد الطلب على الماء عالي الجودة أيضًا. بحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى حوالي 9 مليارات نسمة، مما يثير مخاوف شديدة بشأن القدرة على تلبية احتياجات الجميع من مياه الشرب والري الزراعي والصناعة.
- تغير المناخ: يلعب تغير المناخ دوراً رئيسياً في تفاقم أزمة المياه. يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة وتيرة وشدة الظواهر الجوية القاسية مثل الفيضانات والجفاف، والتي يمكن أن تعطل دورة المياه الطبيعية وتؤدي إلى فشل المحاصيل وانعدام الأمن الغذائي.
- تلوث المياه: يعد تلويث موارد المياه العذبة أحد أكبر المخاطر التي تهدد استدامتها. تساهم الصناعة والتوسع العمراني والنفايات المنزلية وغيرها الكثير في انتشار المواد الكيميائية الخطرة والمعادن الثقيلة والبكتيريا الضارة في أنهارنا وبحيراتنا وجداولنا. وهذا يشكل خطراً مباشراً على الصحة العامة ويمكن أن يعرض جودة حياة ملايين الأشخاص للخطر.
- إدارة غير كفؤة: غالبًا ما يتم التعامل مع إدارة موارد المياه بطريقة عشوائية وغير فعالة، خاصة في البلدان النامية حيث قد لا توجد البنية الأساسية اللازمة لجمع البيانات وتحليلها واتخاذ قرار مستنير فيما يتعلق بهذا القطاع الحيوي للغاية.
**رؤى المستقبل:**
مهندسو الحلول لهذه المشكلات ليس لديهم رفاهية انتظار حدوث كارثة قبل اتخاذ إجراء حاسم. هناك حاجة ملحة لتحقيق تقدم كبير نحو حلول طويلة المدى ومستدامة لمواجهة أزمة المياه العالمية بكفاءة. بعض الأفكار الرئيسية تشمل:
* الأبحاث والابتكارات العلمية: الاستثمار الكبير في البحث العلمي لتطوير تقنيات جديدة تساعد في تحلية مياه البحر واستخراج مياه الجدول الأرضي والحفاظ عليه وكيفية إعادة استخدام مياه الصرف الصحى الآمن للاستخدام مرة أخرى بعد المعالجة الفعالة لها .
* زيادة الوعي العام: تثقيف الجمهور حول أهمية ترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها بالإضافة إلى دور كل فرد في المساعدة بتغيير الثقافات والأعراف الاجتماعية تجاه هذا الموضوع الملتهب.
* القوانين والتشريعات الدولية: وضع قوانين دولية قوية تلزم جميع الدول باتباع سياسات صارمة للحفاظ على كمية متوازنة لاستخدام مواردها المائية وتجنب تجاوز الحد السنوي الذي قرره الخبيرون بأنّه التصريف الآمن البيئياً لكل دولة بناءً على عوامل مختلفة كالطقس المحلي وعادات المجتمع والثروة المعدنية وما شابه ذلك.
هذه مجرد بداية رحلة طويلة ومتعبة ولكنها ضرورية لوطن آمن وصالح للعيش فيه للأجيال القادمة!