- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في عالم اليوم المترابط، تعد قضية اللاجئين واحدة من أكثر القضايا العالمية حساسية وتعقيداً. يتعرض ملايين الأشخاص حول العالم إلى نزاعات مسلحة أو اضطهاد أو فقر مدقع مما يدفعهم للفرار بحثًا عن الأمان والحياة الكريمة. هذه الظاهرة التي تعكس هشاشة الإنسان وفقدانه للأمل تثير تساؤلات مهمة حول دور الدول والمجتمع الدولي تجاه هؤلاء الأفراد.
تعتبر عملية الاندماج في المجتمع الجديد إحدى أكبر التحديات التي يواجهها اللاجئون. فبالإضافة إلى الصدمات النفسية والجسدية الناجمة عن رحلة الفرار الشاقة، فإن اللاجئ غالبًا ما يصل إلى وجهته الجديدة وهو غير قادر على التواصل باللغة المحلية وغير متعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية للمكان الجديد. هذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة والصراع الثقافي الذي قد يعيق فرص اندماجه في مجتمعه المستقبلي.
دور المجتمعات المضيفة
تلعب المجتمعات المضيفة دوراً محورياً في نجاح عملية دمج اللاجئين. إن تقديم الدعم الاجتماعي والتعليمي والإعلامي لهم يساعد في تقليل الفوارق الثقافية والسلوكية بين الجالية الأصلية وجاليتنا الجديدة. فعلى سبيل المثال، يمكن للمدارس الحكومية تنظيم برامج خاصة لتعلم اللغة العربية لكل طلابها حتى يتمكن الطلاب السوريين مثلاً من فهم دروسه بسهولة وبالتالي تحسين مستويات أدائهم الأكاديمي ومن ثم زيادة معدلات اندماجهم داخل الأسرة التعليمية بالمدرسة.
الدعم الاقتصادي كمحرك رئيسي
من الجانب الآخر، تشكل القدرة الاقتصادية أحد أهم ركائز الاستقرار النفسي والعاطفي لدى أي شخص. لذلك، يُعد تحقيق الأمن الوظيفي لأفراد جماعة اللاجئين خطوة حاسمة نحو ضمان قدرتهم على تأمين احتياجاتهم المعيشية واستعادة شعورهم بالإنجاز الذاتي واحترام الذات، ممّا يقوي احتمالات استقرار وضعهم العام ويضمن سلامتهم البدنية والنفسية أيضًا.
التعاون الدولي ضرورة ملحة
إن عبء معالجة تدفقات الهجرة الكبيرة ليس مقتصراً فقط على الدولة المضيفة وحدها؛ بل تتطلب الأمر جهود مشتركة ومتكاملة من جانب جميع شركاء العمل الإنساني والدولي. فالمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة لها دور بارز فيما يتعلق بتقديم المساعدة المالية والمشورة التقنية للدول لاستيعاب تلك الزيادة السكانية المفاجئة بطريقة عادلة ومستدامة.
خاتمة
وفي النهاية، فإن التعامل بحكمة وعقلانية مع ملف اللاجئين أمر حيوي لحماية مصالح الجميع وضمان حقوق الانسان الأساسية لكافة الفئات البشرية بغض النظر عن مكان ميلادهم أو خلفياتهم الشخصية. حيث ينبغي لنا كمجتمع دولي مسؤول التحاور بروح الفريق الواحد لت