سأكتب بعض مذكراتي من باب الاستئناس برمضان لمدة ٢٩ يوما أو ٣٠:
اليوم الأول ١ رمضان.
صيف ٢٠٠٥ كنت أعاني من مشكلة السكن المستمرة لسنين، فحين وصلت لندن من هولندا، أعطوني شقة لي وزوجتي وأطفالي الأربعة، هي شقة بالاسم فقط، قديمة، مكسرة، ولكنها كانت جنة مقارنة بمعسكر اللاجئين في هولندا
كانت فكرتي آنذاك أنني لن أبقى يوما في بريطانيا بعد استلامي الجنسية، بل سأعود للكويت مباشرة، لم أفطم من الكويت، هي روحي وعمري وحبي، رسمت علم الكويت على كامل أحد جدران الصالة، استنكر أحد الشباب حينما زاروني أنه لايجوز شرعا، عندي قائمة بهواتف العلماء، أخرجتها، و اخترت رقم أحدهم
كان من كبار العلماء، اتصلت به بالمباشر أيام الهاتف الأرضي، وكان المباشر مكلفا، كنا نستعمل (الكروت) للاتصالات الدولية، ولكنني اتصلت بالمباشر، سألته، هل يجوز أم لا يجوز؟ في البداية قال لي لا أعلم، ثم أردف قائلا لا أرى فيه مانع والله أعلم، أسعدتني إجابته التي سمعها الكل من السبيكر
بقي علم الكويت على الجدار لخمس سنوات عشتها في تلك الشقة، أكحل عيناي به صباحا و مساء، وحين طلب مني مغادرة البيت لبيت جديد فقد حصلت على الإقامة، صبغت الجدار وكأنني أودعه، و استمرت معاناتي مع مشكلة السكن، فالمفروض أنني سوف استلم البيت الدائم ولكن للأسف لفساد في البلدية لم استلم
٢٠٠٥ كانت السنة السادسة لي في بريطانيا، مشكلة السكن زادت في الدفع بقراري الموجود أصلا بترك البلد والعودة لبلاد المسلمين، وقد اقترب شهر يوليو لاستلام الجنسية ثم أغادر، ولكن، في شهر مايو تعلن قناة المستقلة الفضائية عن طرح موضوع البدون، تتوالى الأحداث فأظهر على الشاشة طارحا القضية