- صاحب المنشور: المنصوري بن عزوز
ملخص النقاش:في زمن الثورة الرقمية، أصبح التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات التسويقية للشركات العالمية والمحلية. هذه الوسائل تقدم فرصة فريدة للتواصل المباشر مع العملاء المحتملين ولكنها أيضًا تحمل تحديات ثقافية واجتماعية خاصة عندما يتعلق الأمر بالثقافات المحافظة مثل الثقافة العربية.
على جانب الإيجابيات, تساعد الشبكات الاجتماعية الشركات على بناء علامتها التجارية وتعزيز الوعي بها بين الجمهور المستهدف. كما أنها توفر قنوات فعالة لتقديم عروض المنتجات الجديدة والتفاعل الفوري مع الزبائن لمعرفة آرائهم وملاحظاتهم حول المنتج أو الخدمة المقدمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام البيانات التي يتم جمعها من خلال هذه المنصات لتحليل السوق وتطوير استراتيجيات تسويقية أكثر فاعلية.
التحديات الثقافية
من الجانب الآخر، هناك مخاوف بشأن كيفية تأثير التسويق عبر الإنترنت على القيم والأعراف التقليدية للثقافة العربية. قد تتضمن بعض الحملات الدعائية محتوى غير لائق دينياً أو اجتماعياً مما يثير غضب المجتمع ويؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور. كذلك، فإن طبيعة الحياة العائليّة والحياء الذي تتميز به العديد من البلدان العربيّة قد تجعل البعض يشعر بعدم الراحة عند مشاركة المعلومات الشخصية والبيانات الحساسة المتعلقة بشراء المنتجات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
الحلول المقترحة
لحماية التراث الثقافي والفكري في العالم العربي أثناء التعامل مع عالم رقمي متغير بسرعة, يُعتبر الأمر ضروريًا للأفراد والشركات اتباع مجموعة من المبادئ الأخلاقية. هذا يعني التأكد من احترام جميع الأنظمة القانونية والدينية المحلية, وكذلك مراعاة الذوق العام واحترام خصوصية المستخدمين واستخدام بياناتهم بطريقة مسؤولة. يجب تشجيع التعليم والتوعية فيما يتعلق بالأمان الإلكتروني والاستخدام الآمن لهذه الأدوات الحديثة.
وفي النهاية، ينبغي النظر إلى التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي كأداة مجدية وممكنة بشرط إدارة واستخدام ذكي يضمن توافق تلك الأساليب مع الهوية والقيم الثقافية الأصيلة للمسلمين والعرب تحديداً.