يعد يوم عاشوراء من الأيام المباركة التي حظيت باهتمام خاص في الإسلام بسبب أحداث عظيمة وقعت فيه تتعلق بالنبيين موسى ونوح عليهما السلام. يشير هذا اليوم إلى اليوم العاشر من شهر محرم الهجري، والذي تميز بمجموعة من الفضائل حسب روايات أهل العلم والسنة المطهرة.
أول الفضائل المرتبطة بيوم عاشوراء هي قصة نجاة النبي موسى عليه السلام من بطش فرعون وظهوره كمعجزة إلهية. حين طلب الله منه الفرار ليلاً برفقة المؤمنين، لاحقهم فرعون وجيشه. عند بلوغ البحر، أمر الله سبحانه وتعالى نبيه موسى بأن يؤثر عصاه فوق الماء مما أدى لانشقاقه قسمتين. عبر عبر بنو إسرائيل بجوار جبريل بينما أغرق فرعون وجنده الذين تابعوه فورا.
ومن ثم فإن صيام هذا اليوم يعد تكريمًا لهذه المعركة الإلهية وتعبيرًا عن الامتنان للحماية الإلهية. ثمة أيضًا حديث شريف ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يفسر أهمية صيام عاشوراء بأنه يكفر خطايا العام الماضي. بالإضافة لذلك، فقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يسعى دائمًا لصيام هذا اليوم قبل هجرة المدينة المنورة وبعدها. وقال عبد الله بن عباس رضوان الله عنه: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من رمضان وعاشوراء".
كما تشير بعض الروايات إلى ارتباط آخر بيوم عاشوراء وهو نجاح سفينة نوح سلام الله عليه بعد توفيق إلهي دام خمسا وتسعين يوما تماما مثل مدة الطوفان. لكن هذه المعلومة دون سند صحيح ولا يمكن اعتبارها دليلا قطعا حول سبب صوم القديس نوح لعاشوراء تحديداو.
وفي النهاية، يعزز اختيار صيام يوم عاشوراء تعزيز احترام وفهم التاريخ الديني للإسلام وكذلك تقليد رسالة حب الخير والصالحات بصبر وثبات متبوعين بالإخلاص والإيمان الراسخ بالقضاء الرباني. إنه نهج حياة يستحق اهتماما ودراسة مستمرة لتعميق معرفتنا بتعاليم الدين الحنيف واتباع مسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيل حياته ومواقفه البطولية الرائعة والتي تعتبر نماذج حسنة لأتباعه في كل زمان ومكان.