- صاحب المنشور: رباب الزياني
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطوراً هائلاً في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي. وقد امتد هذا التقدم ليصل إلى قطاع الصحة، حيث يتم استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي لتحسين تشخيص الأمراض، وتطوير علاجات جديدة، وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
التشخيص المبكر للأمراض: دور الذكاء الاصطناعي
أصبح بإمكان خوارزميات التعلم الآلي تحليل كميات كبيرة من البيانات الطبية بسرعة ودقة مذهلة. يمكن لهذه الخوارزميات مساعدة الأطباء على الكشف عن العلامات الدقيقة لأمراض مثل السرطان وغيرها من الحالات الخطيرة قبل ظهور أعراض واضحة عليها. فمثلا، تستطيع تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحديد خلايا سرطانية غير مرئية للعين البشرية بنسبة نجاح تزيد عادة عن %97 مقارنة بأنظمة القياس التقليدية التي تحقق حوالي %66 فقط من دقة التشخيص باستخدام نفس الصور ذاتها!
البحث والتطوير الطبي: الانتقال نحو مستقبل أكثر ذكاءً
يعمل الباحثون حاليًا على تطوير أدوية وعلاجات جديدة عبر الاستفادة من قدرتِِ الذَّخائر الضخمة للبيانات الوراثيَّة والمختبريَّة المتاحة اليوم بمعدلاتٍ تفوق قدرة الإنسان الفردية بكثير. كما يتيحُ لنا ذلك أيضًا القدرة على تصميم نماذج رقمية دقيقة لعمليات الجسم الحيوي لفهم أفضل لكيفية عمل الأدوية وكيف يؤثر المرض فيه مما يساعد فى اختصار فترة التجارب الأولية والأقل خطورة لدى مرضى الأشخاص الذين سيستخدمون العلاج المحتمل فيما بعد.
التحول الشخصي في رعاية المرضى: الرعاية الصحية وفقاً لاحتياجات الفرد
إن الجمع بين بيانات المرضى الجينية والسجلات الصحية الخاصة بهم يوفر فهمًا عميقًا لحالة كل فرد - وهو الأمر الذي يسمح بتخصيص الرعاية لتلبية احتياجاتهم الفريدة. سواء كان ذلك يعني توافر وسائل اتصال متنقلة تحافظ على سلامتهم أثناء سفرهم خارج البلاد أو حتى تقديم نصائح غذائية شخصية بناءً علي تركيب أجسامهم! فإن الفرصة أمامنا للتطور نحو نظام طب شخصي حققت تقدما كبيرا منذ دخول الذكاء الصناعي المجال العام مؤخرا .
أخلاقيات واستخدام الخصوصية الشخصية : تحديات معاصرة
بالرغم من هذه الإنجازات الثورية إلا أنه ينبغي الاعتراف أيضاً بالتحديات الأخلاقية المرتبطة بالحفاظ علي معلومات خصوصية هؤلاء الأفراد المستخدِميْن لهذا النظام الجديد والذي يجب النظر إليها بعناية شديدة واحترام كامل لشروط المعاهد الدولية المعتمدة بهذا الشأن ويجب تحقيق التوازن بين أهميتها العلمية وبين حماية حقوق المواطنين وممتلكاتهم الشخصية.
وفي النهاية ، يعدّ توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي مجرد بداية رحلة طويلة تتطلب مواصلة البحث والدراسات المكثفة لإيجاد حلول مبتكرة تساهم في نهضة مجتمعات العالم وتعزيز رفاهيتة الإنسانية العامة.