تأثير الألعاب الإلكترونية على التركيز والانتباه لدى الأطفال والمراهقين

في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأطفال والمراهقين. واحدة من أكثر هذه الوسائل شيوعاً هي ا

- صاحب المنشور: ياسر الدكالي

ملخص النقاش:

في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأطفال والمراهقين. واحدة من أكثر هذه الوسائل شيوعاً هي الألعاب الإلكترونية التي تقدم تجارب تفاعلية غامرة ومتنوعة. ولكن، ما مدى تأثير هذا النوع من الترفيه على القدرات المعرفية مثل الانتباه والتركيز؟

الأبحاث الحديثة تشير إلى وجود علاقة معقدة بين اللعب الإلكتروني والتأثيرات الإيجابية والسلبية على الدماغ النامي. من جهة، يمكن للألعاب تحسين المهارات المكانية والإدراك البصري والقدرة على حل المشكلات من خلال التمارين المستمرة وتوجيه الاهتمام نحو مهام محددة. فعلى سبيل المثال، دراسة نشرت عام 2012 في مجلة "Pediatrics" وجدت أن اللاعبين الذين أمضوا وقتًا طويلاً في لعب ألعاب الفيديو كانوا أفضل أداءً في اختبارات القراءة والاستيعاب مقارنة بأولئك الذين لم يلعبوها.

من ناحية أخرى، هناك مخاوف بشأن التأثير السلبي الذي قد تحدثه الألعاب على القدرة على الاحتفاظ بالانتباه وعلى المدى الطويل. فقد تبين أن الاستخدام المكثف لألعاب الجوال أو الألعاب ذات المحتوى العنيف يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى التحكم الذاتي وانعدام قدرة الشخص على تنظيم وقته بشكل فعال. بالإضافة لذلك، فإن بعض الدراسات دلت أيضًا على ارتباط محتمل بين زيادة الوقت المنفق أمام الشاشات وبين ضعف مستويات التركيز العام وأعراض فرط الحركة عند الأطفال.

لذا، فإنه ليس مجرد مسألة كمية زمن اللعب بل جودة التجربة نفسها ومحتواها كذلك. يُشجع الخبراء الآباء والمعلمين على اختيار ألعاب محفزة عقلياً وتعزز التواصل الاجتماعي والدافعية الذاتية عوضاً عن تلك التي تساهم في عزلة المستخدم وغمره بمحتوى دموي أو غير مناسب لعمره. كما ينصح بإعطاء الأولوية للموازنة الصحيحة بين الأوقات التي يقضيها الطفل أمام الشاشة وأنشطة الحياة الواقعية الأخرى لتطوير جوانب متكاملة لشخصيته.

### الكلمات المفتاح: `#العاب_الكترونية`, `#التركيز`, `#الانتباه`, `#مهارات_الحياة`, `#تكنولوجيا`.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات