ولد علي بن الحسين بن سعيد الأصفهاني عام ٢٨٦ هـ واسمه الكامل "أبو الفرج". ينتمي نسبياً لعائلة ذات جذور عميقة في التاريخ الإسلامي، فهو ابن حفيد ابن عمر بن عبد الله بن محمد بن عَبَسَة، الأخ غير الشقيق لمروان، آخر خلفاء الدولة الأموية. وعلى الرغم من انتمائه لهذه النسب المرتبط مباشرة بالإمارة الإسلامية الأولى بعد نزول الوحي، إلا أنه اشتهر بتوجهه الديني الشيعة الاثني عشريه. وقد تزامن ميلاده ونشأته وسط مدينة أصبهان التي تشتهر بثرائها الثقافي والفكري المتعدد الاتجاهات والمعتنقين للأديان المختلفة مما أثَّرت بشكل كبير على تنوع آرائه وتوجهاته الفكرية.
أمضى جزءاً كبيراً من شبابه وشبابه وهو يستوعب التأثير المشترك للثقافتين العربية والفارسية؛ إذ قضى بعض الوقت مبكراً في أصبهان قبل الانتقال للعيش والبقاء مدة طويلة في بغداد مركز العراق السياسي والثقافي آنذاك والذي تأثر بشدة بالتراث العربي القديم والإنتاج الادبي الحديث. وهناك عرف بموهبته الشعرية خاصة فيما يتعلق بالشعر اللاذع والحاد ذائعا شهرته بذلك حتى اعتبره البعض مصدر خطر بسبب قدرته الخطيرة على مهاجمة خصومه عبر شعره المؤذي لهم.
يتمتع الأصفهاني بروح علمية رحبة وغزيرة الاطلاع، ويتضح ذلك جليا عبر كتبه العديدة التي تركها لنا، والتي تعكس ثقافته الواسعة ومعرفته الموسوعية بمختلف جوانب النهضة الأدبية بمراحلها المختلفة بدءا من الجاهلية وانتهاء عصر الخليفة العباسي معتسم بالله. ومن أشهر تلك الأعمال بلا جدال كتاب "الأغانى" والذي ظل العمل الوحید الأكثر شعبية ضمن تراث العرب لسنوات عديده جدا حتى اليوم. رغم سعيه لإنجاز هذا الكتاب لمدة نصف قرن تقريباً منذ البدایة حتى نهايته وكان هدفا له لتحقیقه رؤية كاملة متكاملة لصورة تاريخ الأدab وفنیونه المختلفہ بما فيها شعر وعروض ورواة اغانیداء وغيرھا من الفنون الأخرى المتعلقة بها مثل الغیة والدرامیت والأمثال الشعبیه. يتميز الكتاب أيضا بجودة عالية تتعدی مجرد سرد الوقائع لتصل الی التنقیحات والتعلیقات حول الموضوع نفسه حیث یوجد مواطن للتفسیروالحدیش وفي اللغة نفسها إضافة غلى تناول مواد أخری متنوعۃ کالسیره والأخبار وحياة المجتمع بشكلgeneral .اسم کتاب "الاغانی" نسبة لاعتمادھ علی النصوص الشعریه وکذلك لحناتها المصاحبة لها فی نفس نفس واحد ،وبالتالي فإن محتواه يشكل ذخیرة معرفية نابضة بالحیاة المرئية والصوتية للاعلامالإعلامالإعلام!