• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، برزت أزمة المناخ كواحدة من أكثر القضايا العالمية حدة وتأثيرا. ومن بين العديد من العواقب الكارثية لهذا الظاهرة، تبرز قضية فقدان التنوع البيولوجي عالمياً باعتبارها واحدة من أهم الأزمات الناجمة عنها. حيث تؤدي ارتفاع درجات الحرارة المتزايدة والظروف الجوية المتطرفة إلى تهديد الحياة النباتية والحيوانية بطرق متعددة ومترابطة.

آثار تغير المناخ على الحياة البرية

1. زيادة درجات الحرارة: يؤثر ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل مباشر على تواجد الأنواع المختلفة التي تعتمد توقيتاتها بيولوجيًا على درجات حرارة محددة. فمثلاً، بعض الطيور قد تبدأ موسم التعشيش مبكرًا بسبب الدفء المبكر مما يمكن أن يتسبب في عدم تطابق مع توفر الغذاء أو الافتراس قبل انضاج الفريسة.

1. التغيرات في الموائل: تتغير مناطق انتشار أنواع مختلفة نتيجة لما يعرف بتغيير "نطاق النوع". وهذا يعني أنه بينما تصبح المناطق الأكثر دفئًا أقل صلاحية لحياتها، فإن تلك التي كانت باردة جدًا سابقًا قد تصبح الآن مناسبة لها. ولكن هذا التحول ليس سلساً دائماً؛ فالانتقال عبر حدود جديدة قد يجعل الوصول للموئيل الجديد أمراً مستعصياً عليها بسبب عوائق جغرافية كالسهول والجبال وغيرها.

1. الأحداث الجوية القصوى: الزلازل، الفيضانات، الأعاصير... كل هذه ظواهر طبيعية باتت تحدث بمعدلات أعلى وبدرجة شدة أكبر تحت تأثير تغير المناخ. وهذه التأثيرات ليست مدمرة للحياة البشرية فحسب بل للكائنات الأخرى أيضاً. فالأنظمة الإيكولوجية غالباً ما تكون غير قادرة على إعادة البناء بعد مثل هذه الأحداث المدمرة بسرعة كافية لتوفير مكان مناسب لكافة السكان الأصليين للشروع بعملية الانتعاش.

1. الانقراض المحتم: يشكل الانقراض أحد المخاوف الأساسية عند الحديث حول فقدان التنوع البيولوجي بسبب تغيّر المناخ. إذ تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى احتمال حدوث موجة واسعة من الانقراض خلال القرن الحالي إذا ظل الوضع كما هو عليه حاليا فيما يتعلق بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والعمل المستدام نحو تحقيق الحياد المناخي العالمى.

الاستجابة الإنسانية:

للحد من مخاطر خسارة التنوع البيولوجي نحتاج لاتخاذ إجراءات عاجلة وعالمية:

• وضع قوانين ملزمة لحماية الموائل الطبيعية والتوسيع منها حسب الضرورة.
• زيادة جهود البحث العلمي لفهم أفضل كيف يتأثر النظام البيئي بالتغيرات المناخية وكيف يمكن تعزيز قدرته للتكيف معه.
• تطبيق سياسات تخفض بصمة الكربون لدينا اعتماداً على الطاقة المتجددة عوضاً عن الوقود الأحفوري والتلوث المرتبط بهما.
• العمل المشترك بين الدول كافة بغض النظر عن الاختلافات السياسية وذلك لحماية مواردنا الطبيعية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.

هذه مجرد بداية لمناقشة موضوع عميق ومفصل ويتطلب تدخلا شاملا لتحقيق نتائج فعالة.