• صاحب المنشور: عبد المهيمن بن زيدان
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تزايد الطلب على الطاقة عالمياً وتباطؤ مواردها التقليدية مثل الوقود الأحفوري، تواجه البشرية تحديًا كبيرًا يتمثل في تأمين طاقة مستدامة وآمنة وميسورة التكلفة. هذا الوضع له عواقب بعيدة المدى ليس فقط على المناخ ولكن أيضًا على الاقتصاد العالمي والاستقرار الاجتماعي. يسعى العالم إلى التحرك نحو حلول مبتكرة للطاقة المتجددة لتلبية هذه الاحتياجات الحيوية، وهو نهج يتطلب تعاونًا دوليّا واسع النطاق واستثمارات كبيرة.

تتميز مصادر الطاقة المستدامة بعدم استنفادها وأثرها البيئي المنخفض مقارنة بالوقود الأحفوري. تتضمن هذه المصادر الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية والمياه الجارية والأمواج البحرية. تقدم هذه البدائل العديد من الفوائد: فهي غير محدودة نسبياً، قابلة لإعادة التدوير، وتعزز الأمن القومي عن طريق تقليل الاعتماد على الدول الخارجية للموارد. ومع ذلك، فإن الانتقال إلى اقتصاد قائم على الطاقة الخضراء يواجه العديد من العقبات.

التحديات أمام اعتماد طاقة مستدامة

• تكاليف الاستثمار الأولي - تعتبر تكلفة تركيب وصيانة المنشئات اللازمة لاستخراج الطاقة المتجددة مرتفعة، مما يؤدي لارتفاع فواتير الكهرباء للمستهلكين الأوائل.
• توحيد معايير الشبكات الذكية - يحتاج الاتحاد بين شبكة كهربائية مركزية وشواحن فردية قائمة على الطاقة الشمسيّة أو الرياح لحلول موحدة للتكامل بسلاسة وبناء نظام متماسك يعمل بكفاءة.
• الجوانب الاجتماعية والثقافية - قد يعارض البعض تغيير احتياجاتهم المعيشية ليصبح أكثر كفاءة باستخدام الطاقة. بالإضافة لذلك، هناك حاجة لمساعدة المجتمع الفقير كي يستطيع تحمل نفقات البنية الأساسية الجديدة المرتبطة بالإنتاج المحلي الأصغر حجمًا والمتنوع نوعًا ما والذي يعد أساس توليد الطاقة المستدامة.

إمكانيات وإمكانات الوصول لتحقيق هدفنا المشترك

رغم وجود عقبات، هناك فرص هائلة للاستخدام الكامل للعوامل المؤثرة بطرق ابتكارية توصل بنا لنظام بيئي جديد للقوى العاملة والشركات والإبداع العلمي والتكنولوجي:

1. تشكيل مشاريع شراكة عامة خاصة لدفع تطوير تكنولوجيا فعالة ومتاحة لأوساط السوق المختلفة ذات القدرة المالية الأكبر لإطلاق العنان للإبداع الكبير.
2. العمل بنظرة شمولية حيث تتم مشاركة جميع الأطراف المعنية بدءاً بمصنعي مواد التنفيذ وانتهاء بالمستهلك النهائي؛ لينتج عنه خيارات تعديل مناسبة لسوقٍ مفتوحة وصلبة منافساته.
3. تعزيز التعليم حول أهمية وفوائد استخدام وقود حقيقي نظيف لدى أفراد مجتمعات عالمنا كما تشجع عبر حملات مكرسة لاستيعاب مفاهيم العمل الأخضر الواعد.

وفي الختام:
إن تحقيق العصر الجديد الغني بخيراته وثرواته الطبيعية يتطلب انخراطا جمعيا بلا تمييز وتعاون مؤسساتي مثمر يهدف لصون حقوق جيل اليوم وغداً ضمن حدود متوازنة تضمن صلاح الأرض ولذاكرة الإنسانية التي تستحق حياة أفضل وسط دروب أحلى...