الشريعة هي الطريق المستقيم الذي رسمه الله عز وجل للإنسان لتوجيه حياته ودينه. إنها مجموعة الأحكام والقواعد التي أنزلها الله سبحانه وتعالى عبر رسله، وذلك لإرشاد البشرية نحو طريق الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.
في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمْرِ"، مما يدل على أهمية واتباع هذه التشريعات الإلهية. إن الشريعة تشمل جميع جوانب الحياة، بدءاً من العبادات كالصلاة والصيام والحج، وانتهاءً بحكم السياسة والمالية والمعاملات بين الناس.
وتعريف الشريعة حسب قول أحد العلماء العظام هو "ما شرعه الله لعباده من أحكام دينهم". فهي ليست مجرد مجموعة قوانين، ولكنها أيضاً منهج كامل لحياة الإنسان. وفي هذا السياق، يشرح لنا عالم آخر معنى الشريعة بأنها "الطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر". فعلى كل مسلم باتباع تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم والاستسلام لتعليماته الكاملة.
من خلال فهمنا للشريعة، نفهم أنها ليست فقط متعلقة بالأعمال التعبدية، ولكنها تشمل حتى السياسات والعلاقات الاجتماعية والتجارية. لأن الشريعة تحمل الحكمة والإصلاح لكل أمور الحياة. إذا نظرنا إلى آيات القرآن مثل قوله تعالى: "(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُم)" فإن مطالبة الطاعة تتضمن أي مجال قد يكون المرء مسؤول عنه سواء كان عالماً أو أميراً أو عبدداً أو تاجراً.
وبهذه الصورة الواضحة، يمكن القول بكل تأكيد أن الإسلام ليس مجرد ديانة سطحية، ولكنه نظام شامل للحياة يحفظ حقوق الأفراد ويحسن العلاقات المجتمعية ويعطي توجيهات عملية للعيش بسعادة وطمأنينة.