## مقدمة
يتمحور الحديث الحالي حول الصحة الحديثة حول موضوعَيْن رئيسيين؛ هذان هما النظام الغذائي والصحة الهضمية. يرتبط كل منهما ارتباطا مباشرا بالآخر بسبب الدور الفريد الذي تلعبه الأحياء المجهرية المعروفة بالميكروبيوم البشري داخل جهازنا الهضمي. يعد فهم هذه العلاقة أمرًا حاسماً للحفاظ على توازن هرموني صحي. يشكل ميكروبيوم الجسم جزءاً أساسياً من مجتمع معقد ومتعدد الوظائف يسكن بداخل أجسامنا ويمارس العديد من التأثيرات الصحية الهامة بما فيها تأثيره الكبير على الجهاز المناعي وإنتاج الفيتامينات والمعادن الأساسية بالإضافة لدوره الحيوي في تنظيم العمليات البيوكيميائية المتعلقة بهرمونات الجسم المختلفة خاصة تلك المرتبطة بجهاز الغدد الصماء وجهاز الغدد الجنسية وغيرهما الكثير مما سنتطرق له لاحقاً خلال بحثنا الشامل لهذا الموضوع الحساس والعاجل جدا إن صح القول!
كيف يؤثر الطعام بشكل غير مباشر عبر ميكروبات المعدة؟
تكمن قدرة الميكروبيوم على التحكم بسيرورة عملية الهضم في قدرتها الإستثنائية لإنتاج مجموعة متنوعة من الأعضاء الصغيرة التي تساهم جميعها بطريقة ما بالإيجاب لاحتمالية الوصول لأعلى مستويات النفع المرضي للجسد. تشمل بعض الأمثلة البارزة هنا إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) والتي تعتبر بدورها مضادات أكسدة قوية تحارب السرطان وتقلّل احتمالات التهاب المفاصل الروماتويدي وكذلك تخفض مستوى الكوليسترول LDL الضار بينما تعمل أيضا كمصدر للطاقة للأمعاء نفسها وبالتالي فهي تساعد كذلك بحماية خلايا الأنسجة الخاصة بها ضد أي ضرر محتمل ولذلك يمكن اعتبارها بمثابة خط دفاع أول أمام اختراق الخلايا المضيفة بواسطة عوامل خارجية ضارة مثل أنواع معينة من الفيروسات والبكتيريا والفايروسات... إلخ... إلخ.. ذلك يجعلها أحد أكثر المركّبات فاعلية ضمن وظائف مختلف أعضاء جسم الإنسان ككل وليس فقط بالنسبة لجدار الأمعاء نفسه وحسب!
أما فيما يتعلق بالتأثير المحتمل لهذه العملية الذائعة على انتظام عمليتي إفراز الهرمونات واستقبال الرسائل المحفزة لها بعيدا عن منطقة التركيز التقليدية والمحدودة نسبيا بمراكز الغدد الرئيسية المنتشرة بكثرة ليس إلا تحت سطح الجلد الخارجي الأعلى للعظام الطويلة, فقد تبين حديثاً وجود روابط وثيقة تربط نشاط الخلايا المخاطية بالأوعية الدموية الملتهبة الواقعة قرب غشاء الجهاز التناسلي الأنثوي مثلاً والذي يستمد معظم مواده المغذيّة أصلاً من دم الأم وهذا قد يعني بأن هناك علاقة إضافية أخرى يجب دراستها لاحقا لتحديد مدى تأثر دوران دمه بنسبة نمو وانتشار المستعمرات الزائدة النوع منها ونقاء عوامله المؤدية للتكاثر الطبيعية مقارنة بباقي المجتمع العام لمتغيرات الحياة اليوميه لدى الانسان العادي .
خلاصة
في نهاية المطاف ، فإن جودة نظام غذائينا تلعب دوراً محورياً في تحديد نوع وكيفية عمل ميكروبات طفلنا الداخلى ذات القدرة الاستثنائيّة علي تحسين أدائه وتعزيز فعاليتها نظرا لما تمتلكه بالفعل من مهارات خارقة تتمثل باستيعاب وفهم الاحتياجات الخاصّة لكل فرد بناءً علي خصائص جسده وعاداته الشخصية معتمداً بذلك علي اختياراته الخاصة بالنظم dietary regimes المعتادة عليه طوال فترات حياته المبكرة قبل بلوغه سن الرجولة الأولى وما يصاحب ذلك ايضا من تغييرات بيولوجية جذريّه تتطلب المزيد من الدراسة لعرض نتائج متخصصة ومفصلة بإذن الله عزوجل مستقبلاً ..