- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
التطورات التكنولوجية الحديثة لها تأثير عميق على المجتمعات حول العالم. هذه التحولات التي أدت إلى تبني وسائل الاتصال والمعلومات الرقمية، أثرت بطرق متعددة على القيم الاجتماعية والثقافية. يُظهر هذا النقاش كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزز بعض القيم مثل التواصل العالمي والفهم المتعدد الثقافات بينما تواجه تحديات أخرى تتعلق بالحفاظ على خصوصية الفرد وأمان المعلومات الشخصية والمعرفة الإسلامية.
التأثيرات الإيجابية
- التواصل العالمي: تقدم الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي فرصًا غير مسبوقة للناس للتفاعل مع الآخرين عبر الحدود الجغرافية. يسهّل ذلك الحوار بين مختلف الأفراد والمجتمعات بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الدينية أو الثقافية. كما أنه يعزز فهم العلاقات الدولية ويقلل من حواجز اللغة والتقاليد المحلية.
- تعزيز الوصول إلى المعرفة: توفر شبكة الويب العالمية مجموعة هائلة ومتنوعة من البيانات والأبحاث العلمية والدعوية مما يساعد في رفع مستوى التعليم وتحفيز البحث الأكاديمي. يمكن للأفراد الآن الحصول بسرعة ويسرٍ على المعلومات ذات الصلة بأبحاثهم ومشاريعهم العملية المختلفة.
- الابتكارات الصحية والعلمية: لعبت التقنيات الطبية الجديدة دورًا حيويًا في تشخيص الأمراض وتوفير علاجات فعالة لمشاكل صحية كانت مستعصية سابقاً. بالإضافة لذلك، فإنها تساهم أيضًا في تطوير تقنيات جديدة لتحسين نوعية الحياة البشرية مثل الطب الحيوي والجراحات الروبوتية وغيرهما الكثير.
المواجهة والتحديات
أثناء استكشافنا لتلك الآثار الإيجابية، نجد أيضاً جوانب سلبيّة تحتاج لحذر وعناية شديدة:
- خصوصية الفرد: إحدى أكبر المخاوف المرتبطة بالتطور التكنولوجي هي انتهاكات سيادة الأشخاص لمعلوماتهم الخاصة أثناء التعامل اليومي مع الأجهزة الذكية والبرامج الإلكترونية المتاحة لهم ولغيرهم. حيث يتم جمع بيانات شخصية بدون موافقتهم الصريحة وهذا قد يؤدي لاستغلال تلك البيانات لأهداف تجارية أو جرائم الكترونيّة مختلفة. وهذه قضية حساسة بالنسبة للحريات الأساسية للمسلمين اللذين يتبعون تعليم الإسلام بشأن احترام هيبة الإنسان وحماية مشاعره الداخلية والخارجيه.
- القضايا الأخلاقية والقانونية: تأتي قواعد تنظيم الاستخدام القانوني لمنظومات البرمجيات والإعلام مع العديد من العقبات الأخلاقية خاصة فيما يتعلق بإدارة محتوى الشبكة الواسع الانتشار والذي غالبًا ما يشمل محتويات غير مناسبة أخلاقيًّا ولا ترقى لقيم مجتمع مسلم محافظ كهذا المجتمع العربي المسلم مثلاً! فإحدى أهم ضوابط استخدام تكنولوجيا الإعلام تتمثل في ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لحماية الأطفال والشباب من المحتويات الضارة والتي تروج للسلوك المنحرف خارج اطار الأخلاق العامة المعتمدة دينياً وثقافيّا .
- الأثر النفسي والسلوكي: هناك دراسات عديدة تشير بأن الاعتماد الزائد عن الحد على استخدام الهواتف الذكية والحاسوب الشخصي خلال وقت قصير نسبيا قد يؤثر سلبيا بكيفية تفكير الانسان وصنع القرار لديه بسبب فقدان التركيز وفقدان القدرة علي عمليات التفكير البطيئة المدروسة واتزان وجهات نظرة تجاه مسائل حياته الأخرى بعيدا عن عالم الشاشات الصغيرة والكبيرة أيضا !
وفي النهاية، يجب علينا كمسلمين ان نوازن باست