• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في ظلّ الثورة الصناعية الرابعة التي تشهدها البشرية اليوم، يخضع العالم لتحول كبير في بنية ومبادئ الاقتصاد التقليدية. هذه التحوّلات مدفوعة بشكل رئيسي بتطورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي أحدثت تغيرات جذرية في طرق الإنتاج والتوزيع والاستهلاك. إن فهم وتقييم الآثار المحتملة لهذه التحولات يعد أمراً ضرورياً للأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء. سنستكشف هنا بعض الأبعاد الأساسية لهذا التحول وكيف يمكن التعامل معه بثبات واستباقية.

**التحول الأول: الذكاء الاصطناعي (AI) وأتمتة العمل**

أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي شائعًا لدرجة أنه أصبح جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للعديد من الناس حول العالم. كما تسارع أيضًا عملية الأتمتة عبر مختلف القطاعات التجارية والصناعية. وعلى الرغم مما يجلبه ذلك من كفاءة وقابلية للإدارة الأكبر, إلا أنها أيضا تحمل تحديًا متزايدا بشأن فرص العمل والحاجة إلى إعادة تدريب القوى العاملة لتناسب الوظائف الجديدة المتطلبة مهارات مختلفة. بالإضافة لذلك فإن السياسات الحكومية ستكون حاسمة لدعم العمال الذين قد يفقدون وظائفهم نتيجة لأتمتة العمليات.

**الثاني: اقتصاد المعرفة وثورة البيانات الضخمة**

إن الانتقال نحو مجتمع قائم على معرفة وفهم عميق للقوانين الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية يقودنا مباشرة إلى خلق مجموعة جديدة تماما من الفرص المرتبطة بالبحث العلمي والإبداع الفكري وعمل الخبراء الاستراتيجيين وغيرهم ممن يتمتعون بمواهب استثنائية ذات قيمة عالية. ولكن مع هذا هناك حاجة ملحة لبناء نظام تعليمي قادر على تلبية احتياجات القرن الحادي والعشرين وإعداد الطلاب للمهن المستقبلية غير التقليدية.

**الثالث: التجارة الإلكترونية العالمية وتغير قواعد اللعبة**

زاد انتشار الإنترنت بسرعة كبيرة خلال العقود الأخيرة حتى وصل الأمر بأن تصبح شبكة الانترنت بيئة عمل خصبة للتجارة الإلكترونية حيث غدت المنصات الرقمية مسرحا للتنافس الشرس بين الشركات المحلية والعالمية alike . وهذا يعني المزيد من المنافسة بالسوق المحلي لكن بالمقابل يتيح الوصول لمجموعة أكبر بكثير من المستهلكين محتملة خارج حدود الوطن الأم. وبالتالي فإنه يلزم وضع قوانين تنظيمية تحمي حقوق كل طرف من الاطراف وفي نفس الوقت تتبع خطى هذه الموجة الدافعة للاقتصاد الجديد.

الخلاصة:

إن فهم وتعزيز القدرة على التكيف مع ديناميكيات السوق المتحولة هو مفتاح البقاء ضمن مشهد عالم مستمر التطور دائما. ولا يقتصر الامر على مجرد مواجهة تحديات مثل فقدان الوظيفة بسبب الروبوتات بل يشمل أيضاً اغتنام فرصة بناء المهارات اللازمة لإحداث تأثير ايجابي داخل البيئات العملية الحديثة علينا جميعاً ان نتبنى رؤية بعيدة المدى وأن نسعى للاستثمار في التعليم والابتكار لتشكيل مستقبل أكثر ازدهارا لنا وللgenerations القادمة.