أبسط لغات العالم: نظرة عميقة على سلاسة التعلم والمستخدمين الأوائل

بينما يعتبر بعض الناس اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر انتشاراً وأكثرها أهمية بسبب موقعها العالمي القوي ودور الولايات المتحدة كقوة سياسية واقتصادية مه

بينما يعتبر بعض الناس اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر انتشاراً وأكثرها أهمية بسبب موقعها العالمي القوي ودور الولايات المتحدة كقوة سياسية واقتصادية مهيمنة, هناك مجموعة أخرى تجعل حجة قوية بأن أبسط لغات العالم ليست بالضرورة تلك التي تمتلك الأكبر تعدادا للمتحدثين بها. عندما نتحدث عن "بساطة"، نستهدف سهولة تعلم هذه اللغات وعدم وجود تعقيدات نحوية معقدة أو بنيات صوتية غريبة.

في هذا السياق، يمكن اعتبار اللسان الصيني البسيط (Mandarin) واحدا من أبسط اللغات. رغم أنه قد يبدو مخيفا لمن لم يتعلمه من قبل - مع ملايين الأحرف المعقدة والكثير من اللهجات المحلية - إلا أن النحو والصوتيات الخاصة به بسيطة نسبيًا مقارنة بلغات أخرى مثل الألمانية أو الروسيّة. الفعل لا يتغير بناءً على الشخص الذي يقوم بالإجراء، ولا يوجد ضمائر متعددة كما هو الحال في العديد من اللغات الأوروبية. بالإضافة إلى ذلك، ترتيب الكلام ثابت عادة: الموضوع يسبق الفعل ثم الهيئة.

أما اللغة الإسبانية فهي أيضا ضمن قائمة أبسط اللغات. إنها تحمل تشابهات كبيرة مع اللاتينية القديمة وتعتمد بشكل أساسي على المفردات والقواعد التي يتم تدريسها للأطفال منذ سن مبكرة جدا. التركيبة النحوية واضحة ومباشرة بدون استخدام الضمائر المتغيرة أو الجينات المعقدة الموجودة في بعض اللغات الأخرى.

ومع ذلك، فإن أكثر اللغات بساطة قد تكون واحدة غير معروفة للكثيرين وهي الإيسلانديّة. تتميز هذه اللغة بعدم وجود زمن مضارع مستمر ولا تغييرات كثيرة في الزمن الماضي والحاضر. ليس لديها أقواس جنس أو حالات فعلية مما يجعلها سهلة للغاية بالنسبة لأولئك الذين يرغبون بدراسة اللغة الثانية لهم.

في نهاية المطاف، ما يحدد مدى بساطة اللغة يعود أساساً إلى الخبرة الشخصية والتوجه الثقافي لكل فرد. لكن عند النظر إليها تحت عدسة علم اللغة، فإن عدد صغير من اللغات تميل نحو كونها أقل تحدياً لتعلم الإنسان الحديث.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات