- صاحب المنشور: زينة بن شعبان
ملخص النقاش:
### أزمة الثقة بين الحكومات والجمهور: تحديات بناء الثقة والحلول المقترحة
مع تطور المجتمعات الحديثة وتزايد التعقيد السياسي والاقتصادي، أصبح موضوع ثقة الجمهور بالحكومات قضية حاسمة ومهمة. هذه الأزمة ليست ظاهرة محلية أو عالمية معينة؛ بل هي مشكلة واسعة الانتشار تؤثر بشكل ملحوظ على استقرار الدول وقدرتها على تحقيق التنمية المستدامة. سنتناول هنا جذور المشكلة والتحديات التي تواجهها بالإضافة إلى بعض الحلول المحتملة لبناء وتعزيز الثقة بين المواطنين والحكومات.
جذور المشكلة
- الفساد والمحسوبية: يعد الفساد أحد أهم العوامل الرئيسية لتآكل الثقة العامة في الحكومات. عدم الشفافية والاستخدام غير القانوني للسلطة يؤديان إلى الشعور بالعجز وعدم الأمان لدى الرأي العام.
- عدم الالتزام بالوعود: عندما تصدر الحكومة وعوداً لعامة الناس ولا تقوم بتنفيذها، تتراجع ثقة الجمهور تدريجياً بها. هذا الأمر يعزز شعوراً بأن المسؤولين ليسوا صادقين فيما يتعلق بأولويات الشعب واحتياجاته الأساسية.
- غياب التواصل المفتوح: غياب القنوات المناسبة للتواصل بين الحكام والمحتوى يمكن أن يولدanxiety عند أفراد الجماهير ويجعلهم يشعرون بعدم فهم قضايا حياتهم اليومية وكيف تعالج تلك القضايا بواسطة السلطات التنفيذية التشريعية والقضائية لها.
- تأثير الإعلام المضلل: تلعب وسائل الاعلام دورًا حيويًا في تشكيل آراء وثقة الأفراد تجاه الحكومات. المعلومات المضللة والخاطئة قد تخلق حالة من الذعر والفزع الكاذبين مما ينعكس سلباًعلى مستويات الثقة المتبادلة .
التحديات أمام إعادة بناء الثقة :
* شفافية القرارات والإجراءات الحكومية: تحتاج المؤسسات الدستورية المختلفة لمشاركة المزيد من تفاصيل عمليات صنع السياسات كي يتمكن الناس من اتخاذ قرارات مدروسة حول دعم خيار سياسي بعينه وقدرات الحكومات على إدارة شؤون الدولة بكفاءة أكبر إذا كانت لديها قاعدة بيانات أفضل متاحة علناً لكل مواطن للاستفادة منها واتخاذ موقف أكثر يقظة بشأن دوره كمواطن نشط ضمن مجتمعاته المحلية والعالمية أيضًا!
* احترام حقوق الإنسان وحماية الحرية الشخصية: إن احترام الحقوق الإنسانية هو شرط أساس لجذب ثقتهم مرة أخرى نحو مؤسسة الحكم خاصة وأن العديد ممن فقدوا إيمانهم باتجاه نظام حكم معين عبر تاريخ طويل بسبب انتهاكات جسيمة لحقوق أبنائهما وأسرهم وأصدقائهم وهو واقع مرير نراه بنسب عالية نسبيًا مقارنة بالأزمان الغابرة حيث كان للحكم سلطة مطلقة تقريبًا بلا رقابة فعلية عليها...هذه الظروف قد تغير الآن ولكن الشعور بالإساءة الأخلاقيه لانعدام العدالة الاجتماعية مازالت قائمة ويمكن تبديد مخاوف البعض وبالتالي زيادة نسبة قبول عامة للشأن العام بإعادة الاعتبار لهذه التصورات القديمة الجديدة لذلك الصراع التاريخي القديم الجديد أيضا !
* تعزيز التعليم والثقافة المدنية: تعتبر العملية التربوية وسيلة فعّاله لتحقيق تغيير جيل كامل بطريقة ايجابية تمامًا ، فالطفولة المبكرة مناسبة مثالية لنشر مفاهيم جديدة مثل احترام الآخر المختلف دينياً وعصبياً وإثنياً وطائفياً -باعتراف واضح بسوء استخدام السلطة سابقاً- ثم تعلم طرق حل النزاعات بدون عنف وتحمل مسؤوليات القيام بجهد فردي داخل البيت وخارجه وفق نهج ديمقراطى يقوم بمبدأ "المشاركة" فعاليتها في تنظيم حياة الفرد منذ الطفوله حتى البلوغ واستيعابه لقواعد الحياة الطبيعية وصنع المستقبل نفسه ومن خلال منظومة امنة مبنية علي