في حديث نبوي صحيح، يُشير الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى خطورة سعيك لإرضاء الآخرين بغض النظر عن رضوان الله سبحانه وتعالى. فقد نهانا رسولنا الكريم عن الانجرار خلف رغبات الناس إن أدى ذلك لاستياء رب العالمين، حيث جاء في الحديث: "من ابتغى وجه الله ونوى بذلك غضب الناس، أرضاه الله وأرضى عنه الناس". وفي مقابلته، يحذرنا أيضا من مغبة محاولة تحقيقcontentment لدى بني آدم بما يخالف أمر خالقهم.
قد يكون البعض ممن يعيش وسط مجتمع تحكمه الأعراف المجتمعية والعادات التقليدية عرضة لسلوكيات قد تبدو خاطئة حسب تعاليم ديننا الحنيف إلا أنها مطابقة لما هو معتاد بين العامة. مثال ذلك الشخص الذي امتنع عن غض بصره أثناء رؤية امرأة متبرجة خشية وصفه بالتزمت الزائد. هنا يجب التأكيد بأن عدم الامتثال لأوامر شرعية ليس مجرد ذنب قابل للتسامح؛ فهو عمل يندرج ضمن أعمال الكفر عند العديد من الفقهاء الذين أكدوا عدم تكفير المسلم بسبب ارتكابه لجريمة واحدة حتى لو بلغ حجمها حجم كبيرة. ومع ذلك يبقى الأمر ملزماً لكل مسلم حرصاً منه على تطبيق التعاليم الربانية وتجنباً للغضب الإلهي وسخط الخلق معاً.
وفي ذات السياق عبّر علماء بارزون أمثال الشيخان ابن عبد البر وابن تيمية عن تفاهم واسع داخل مدرسة السنة حول عدم قدرة أي ذنب مهما علا وشاع بين البشر بتغيير حالة المرء كمؤمن صادق الإيمان برسالته ومبدئه الديني القائم أساساته علي العقيدة الاسلاميه الأصيلة. وهذا يعني توضيح واضح لبقاء مرتكب الخطايا تحت مظلة التصديق والإعتقاد ليس فقط نظريا ولكن عمليا كذلك مما يستوجبن التحفظ وعدم المغامره بخيانة تلك الثقة التي وهبنا إيّاها مدي الحياة بعمل كل صغيرة وكبيرة لها اثر سلبي محتمل عليها. وبالتالي يتضح لنا أهميه تقديس الشعائر المقدسة والحفاظ علی هيبة الآداب الأخلاقیه المنظمة للحياه الإنسانيه وفق ماتفضل بها نبينا محمد ﷺ قائلاً:" ومن ترك شيئاً لوجه الله عوضه الله خير منه"