في الإسلام، تقديم كفالة للأيتام يعد عملاً كريماً ومباركاً، بغض النظر عن هوية آبائهم أو خلفيتهم العائلية. وفقاً للشريعة الإسلامية، ليست هناك ضرورة لإدراك اسم الأم أو الأب البيولوجيين لليتيم كي تقدم له الرعاية اللازمة. هذا يعني أنه بإمكان المؤمنين مساعدة الأطفال الذين فقدوا أبويهم بشكل مؤقت أو دائم، سواء عرفنا شيئاً عن خلفية آبائهم أم لا.
الأشخاص الذين ربما يحتاجون إلى هذه المساعدة بشدة هم تلك الفئة من اليتامى ذوي النسب غير معروفة؛ لأنهم قد لا يتمكنون من الاعتماد على دعم أقارب آخرين بسبب عدم وجود روابط أسرة واضحة. لذلك، غالباً ما يكون هؤلاء الأطفال أكثر استحقاقاً للرعاية والاحسان.
بالإضافة إلى ذلك، يندرج عمل الكفالة تحت مظلة الصدقات والتطوع المحبّب في العقيدة الإسلامية. فهو يصلح لكلٍ من المسلمين وغير المسلمين الذين لا يشكلون تهديداً مباشراً للمجتمع. النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في كل جسد رطب أجر"، وهذا يشمل جميع الأعمال الرحيمة بما فيها الاعتناء بالأطفال المحتاجين لرعاية مهما كانت دينهم طالما أنها لا تعرض المجتمع للخطر.
بالنظر إلى القصة الواقعية اليوم، حيث تتزايد عمليات التنصير بين الشباب المسلم في المناطق الفقيرة، يصبح التركيز على حماية وأرشاد شباب المسلمين أولوية قصوى عند اختيار الأشخاص الذين ستوجه لهم مساعدتك. ومع ذلك، فإن تكفل الأطفال غير المسلمين ممكن أيضاً ضمن حدود وضوابط محددة مثل القدرة على توفير بيئة تعليم وتعليمات إسلامية صحية لهم.
أما بالنسبة لعمر اليتم حسب الشريعة الإسلامية، يظل الطفل مؤهلاً للحصول على رعايته حتى بلوغه مرحلة الرجولة. ويتبين نضوج الشخص بناءً على عوامل متعددة تشمل ظهور علامات البلوغ الجسمية كالمني أثناء النوم أو الاستيقاظ والشعر الكثيف للعانة لدى الذكور والإناث وحلول فترة الحيض للإناث أيضًا. وإذا لم تكن هناك تطورات مادية تبين سن أكبر توضع قاعدة اعتبار الشخص بلغ سنه خمسة عشر عاماً بحكم القانون.
وفي النهاية دعونا نتذكر حديث الرسول الكريم الذي يقول:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" مشيراً بالإصبع السبابة والوسطى نحو بعضهما البعض." فعلى الرغم من بساطتها، تعد كفالة اليتيم واجباً سامياً يؤدي به المرء دور الأبوة والحنان تجاه شخص صغير محتاج لهذه الطاقة المقدسة والمخلصّة بلا مقابل سوى رضوان الله عز وجل والثواب الجزيل يوم الحساب.