- صاحب المنشور: نجيب بن موسى
ملخص النقاش:
مع انتشار وباء كوفيد-19 عالمياً، واجه القطاع التعليمي تحديات غير مسبوقة. اضطرت المدارس والجامعات إلى الانتقال إلى بيئات تعليمية افتراضية مؤقتاً لضمان سلامة الطلاب والمعلمين على حد سواء. هذا التحول المفاجئ سلط الضوء على نقاط قوة وضعف الأنظمة التعليمية التقليدية وكشف الاحتياجات الملحة للتكيف مع العصر الرقمي.
في بداية الجائحة، تواجه العديد من المؤسسات التعليمية نقصًا حادًا في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجية اللازمة لدعم التعلم عبر الإنترنت. فقد كانت بعض المناطق ذات الوصول المحدود إلى الإنترنت أو عدم وجودها تشكل عائقاً أمام الشمولية الكاملة للتعليم الافتراضي. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك غياب التدريب المناسب للمعلمين حول كيفية استخدام الأدوات الرقمية بفعالية داخل الفصل الدراسي الجديد.
على الرغم من هذه المشاكل الأولية، إلا أنها هدفت أيضًا إلى تسريع عملية التحول نحو نماذج تعليم أكثر مرونة وتفاعلية. لقد أعادت لنا الجائحة تقدير قيمة المرونة والاستعداد للتغيير. اليوم، نرى المزيد والمزيد من الجامعات التي تقدم خيارات هجين بين الحضور الشخصي والحضور الإلكتروني مما يوفر مزيدا من الحرية للطلاب لتخصيص تجربتهم الأكاديمية وفقا لاحتياجاتهم وقدراتهم الخاصة.
بالإضافة لذلك، فإن تأثير "كوفيد-19" قد عزز أهمية مهارات القرن الحادي والعشرين مثل حل المشكلات والتفكير النقدي والعمل الجماعي والإبداع. حيث أصبح تطوير هذه المهارات ضروريا ليس فقط لسوق العمل المستقبلي ولكن أيضا للحياة الشخصية الحديثة المتغيرة باستمرار.
ومع ذلك، يتعين علينا الاعتراف بأننا لم نتجاوز بعد جميع العقبات المرتبطة بهذا التحول الكبير. فالتفاوت الاجتماعي والاقتصادي يبقى قضية رئيسية تحتاج لتدخلات مستدامة وضمان تكافؤ الفرص للجميع بغض النظر عن الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية.
بشكل عام، رغم كل الصعوبات، فإن فترة كورونا فتحت أبواب جديدة وإمكانيات جديدة لتحسين العملية التعليمية العالمية. إنه الوقت الأنسب لإعادة النظر في أساليبنا التقليدية واستثمار موارد أكبر في تحقيق عدالة رقمية وتعليم رقمي شامل.