إذا حلف شخص على المصحف كاذباً، وهو يعلم أن ذلك حرام، فإن عليه التوبة إلى الله عز وجل. التوبة النصوح تتطلب الندم على الذنب، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى. وفي حالة الحلف على المصحف كاذباً، يجب أيضاً رد الحقوق إلى أصحابها إن ترتب على ذلك ضرر بالآخرين.
في حالة السائلة، حيث حلت يميناً كاذباً على المصحف وهي صغيرة ولم تكن على علم تام بخطورة ذلك، فإنها غير مكلفة شرعاً. ومع ذلك، يجب عليها أن تتعلم من هذا الخطأ وتتجنب مثل هذه الأفعال في المستقبل. كما يجب عليها أن تكثر من الأعمال الصالحة والتوبة إلى الله، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أما إذا كان الحلف قد ترتب عليه ضرر بالآخرين، سواء كان مالياً أو بدنياً، فإن التوبة لا تتم إلا برد الحقوق إلى أصحابها أو الاعتذار إليهم وطلب المسامحة.
وفي جميع الأحوال، يجب على المسلم أن يتجنب الكذب وأن يحافظ على اليمين، لأن الكذب محرم وكبيرة من كبائر الذنوب. كما يجب عليه أن يتعلم من أخطائه ويستفيد منها في حياته الدينية والدنيوية.
نسأل الله أن يتوب علينا جميعاً وأن يرد علينا بصره، إنه سميع مجيب.