- صاحب المنشور: فدوى المجدوب
ملخص النقاش:
### تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين: دراسة نقدية
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين اليوم. حيث توفر هذه المنصات شبكة اجتماعية افتراضية يمكنهم من خلالها التواصل مع الأصدقاء والعائلة والآخرين المهتمين بنفس المواضيع التي يهتمون بها. ولكن هل تُحدث هذه الوسائل تأثيراً إيجابياً أم سلبياً على صحتهم العقلية؟ هذا هو محور نقاشنا الحالي.
من منظور عام، يُشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية وأنماط القلق والاكتئاب لدى المراهقين. ففي بحث أجريته جامعة كاليفورنيا، وجد الباحثون أنّ الفتيات اللائي قمن بمراجعة حساباتهن الشخصية أكثر من عشر مرات يوميًا كنّ معرضات لخطر أعلى للإصابة بالاكتئاب مقارنة بتلك اللواتي لم يزدن عدد مراجعاتهن لأكثر من مرتين باليوم نفسه. كما لاحظوا أيضاً ارتباطاً بين الوقت الذي يقضيه المستخدمون تحت وطأة الضغوط المرتبطة بتوقعاتهن الذاتية والمظهر الخارجي وبين مستوى رضاهن عن هويتهن الجسدية وصحتِهِنْ العامة أيضًا؛ مما يؤكد أهمية دور "الشبكات الإلكترونية" في تغذية مشاعر عدم الثقة بالنفس وانعدام الأمن لديها.
وفي المقابل، يشير البعض الآخر إلى احتمالية وجود تعزيزات نفسية عبر الإنترنت تساهم بإعادة بناء احترام الشباب لأنفسهم وخلق مساحة آمنة لهم للتعبير عما يجول بخاطرهم بعيداٌ عن ضغوط الواقع الحقيقية مثل الاختلافات المجتمعية والثقافية الجارفة والتي ربما تؤثر سلبيًا عليهم بطرق مختلفة. هنا يأتي دور الآباء والمعلمين لدعم الأطفال أثناء انتقالهم لهذا العالم الرقمي الجديد وضمان حصولهم على المعلومات الصحيحة والاستفادة القصوى منه بدون الوقوع فريسة لعادات غير مفيدة كالبحث المستمر عن الاعجاب أو التقييم السلبي للحساب الشخصي وما الى ذلك من عوامل قد تتسبب بحالة مستمرة من الشعور بالإحباط وفقدان هويتهم الفردية.
لذلك فإن مفتاح تحقيق توازن صحي فيما يتعلق بوسائل الاتصالات الحديثة يكمن أساسًا في التدريب وتعليم الأساليب المناسبة للاستخدام والمراقبة المنتظمة لحماية الأفراد الأصغر سنًا ممن هم أقل خبرة وعرضة لتأثيرات ثقافة الانترنت السلبية بكل أشكالها المتنوعة. إن فهم طبيعتها وتوجيه استعمالها وفق نهج مدروس ومنظم يساعد بلا شك في تقليل الاحتمالات المضرة المحتملة لها بينما يستثمر الإمكانات المثلى لجوانبها المفيدة كذلك!