- صاحب المنشور: بلبلة بن شريف
ملخص النقاش:
مع التقدم المستمر للتكنولوجيا الحديثة، يواجه المجتمع نقاشًا حادًّا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي (AI) على سوق العمل. بينما يُنظر إلى هذا التأثير غالبًا كتهديد محتمل للوظائف البشرية، إلا أنه يمكن أيضًا أن يوفر فرصاً جديدة للإبداع والابتكار إذا تم التعامل معه بحكمة.
أولًا، يكشف العديد من الخبراء الاقتصاديين كيف قد يستبدل الذكاء الاصطناعي بعض الأعمال الروتينية المتكررة التي كانت تتم يدوياً سابقًا، مما يؤدي إلى فقدان وظائف في مجالات مثل التصنيع والإدارة المالية والإحصائيات وغيرها.
على سبيل المثال، تتوقع دراسة أجرتها "ماكينزي جلوبال إنستيتيوت" عام 2017 أن حوالي نصف جميع الأنشطة الحالية لأعمال الرجال والنساء حول العالم لديها القدرة التقنية على التشغيل الآلي باستخدام التكنولوجيات الموجودة اليوم أو تلك التي ستكون متاحة خلال العقد القادم. وهذا يعني ضياع ملايين الوظائف في مختلف القطاعات.
غير أن وجه النظر الأخرى تشير إلى الجانب الإيجابي لهذا التحول. فالذكاء الاصطناعي قادر على توسيع نطاق القدرات الإنسانية بطرق لم تكن تخيلتها البشرية سابقًا. فبدلاً من استبدال العمالة البشرية تماما، فإن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة العمل ويخلق دور جديد للموظفين البشريين الذين يعملون جنباً إلى جنب مع روبوتات ذكية ومتصلة.
فرص جديدة
في ظل هذه البيئة الجديدة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، ستظهر حاجة أكبر لرواد أعمال أفراد ومؤسسات قادرة على استخدام أدوات البرمجة والتعلم الآلي لتطوير منتجات مبتكرة وحلول رقمية فعَّالة.
كما سيرتفع الطلب على مهارات محددة مثل المهندسين الذين يتخصصون في برمجيات الذكاء الاصطناعي وتخطيط البيانات الضخمة؛ وكذلك مستشارو السياسات الذين يساعدون الشركات والحكومات للاستعداد لهذه الثورة الرقمية الناشئة.
التحديات
ومع ذلك، هناك تحديات كبيرة ينبغي مواجهتها قبل تحقيق الفوائد الكاملة لدمج الذكاء الاصطناعي في مكان العمل:
- إعادة التدريب: سنحتاج إلى توفير برامج تعليمية مكثفة وبأسعار معقولة لمساعدة العمال المؤثرين مباشرة في انتقالهم نحو وظائف أكثر تقدمًا واستقلالا。
- الأمان القانوني والأخلاقي: تحتاج الحكومات والمختصون الأخلاقيون وصناع القرار المؤسساتيون للتوصل إلى قوانين واضحة تحكم كيفية تطوير وانتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي وضمان العدالة الاجتماعية وعدم تفوق أي نوع واحد من المواطنين عليها بسبب محدودية الوصول إليها.
وفي نهاية المطاف، سواء كان الأمر متعلقا بفقدان الوظيفة الفعلية أم خلق فرصة جديدة تمامًا، فإن الهدف المشترك هو تحويل تركيز الجهود نحو الاستثمار في التعليم وإعداد القوى العاملة لسوق عمل متنوع وقائم على المعرفة مستقبلًا.