الصيام والجماع: متى يكون ممارسة القبلة جائزة؟

يمكن للمسلمين الذين يرغبون في ممارسة العلاقات الحميمة أثناء فترة الصوم اتباع بعض التوجيهات الهامة للحفاظ على صحة عبادتهم وصون صحتهم أيضًا. بالنسبة للق

يمكن للمسلمين الذين يرغبون في ممارسة العلاقات الحميمة أثناء فترة الصوم اتباع بعض التوجيهات الهامة للحفاظ على صحة عبادتهم وصون صحتهم أيضًا. بالنسبة للقُبلة تحديداً، فهي ليست محرمة شرعاً عند جمهور الفقهاء بشرط عدم تحريك الشهوة لدى الشخص المعني. ومع ذلك، تنصح النصوص الدينية المسلمين بتجنب هذه الممارسات خاصة للشباب بسبب احتمالية فقدان التحكم الذاتي خلال ساعات الصيام الطويلة.

الحكمة من هذا التحذير واضح عندما ننظر لنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث يعبر الحديث الشريف عبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن قوة ضبط النفس لدى النبي الكريم مقارنة ببقية الرجال. وعليه، فإن القبول ضمن حدود معينة وفي ظل ظروف معينة يعد مسموح به ولكن الأفضل والأكثر سلامة هو تجنب أي نشاط قد يهيج الشهوات ويسبب الانغماس فيها مما يؤدي لفقدان السيطرة وضياع العبادات.

والجدير بالذكر أيضاً أن سماح الإسلام بممارسة القبلة ليس مطلقاً ولكنه مرتبط بحالة الفرد وقدرته الشخصية على التحكم بمشاعره وردود أفعاله تجاه محفزات مختلفة. بناء على ذلك، يمكننا القول بأنه يجب على كل شخص التأني والتروي قبل الانخراط في أي شكل من أشكال التواصل البدني أثناء شهر رمضان المبارك بغرض الامتناع عن فعل شيء قد يقوض نواياه الطيبة ويتعارض مع جوهر الشهر المقدس المتمثل بالتطهير الروحي والصوفي. أخيرا وليس آخرا، لا يوجد خلاف حول كون القبلة نفسها غير قابلة للإبطال لصوم المرء حتى وإن أدت لإنتاج المني؛ لكن المهم هنا يتمثل باتخاذ الاحتياطات المناسبة لتجنب حدوث تلك الأمور تماما واستثمار وقت الصوم نحو تحقيق هدف روحي أعلى وهو تقوية الرابط بين عباده وخالقهم عز وجل.


الفقيه أبو محمد

17997 Блог сообщений

Комментарии