إذا كان ابنك الطالب مسجونًا في مكان بعيد عن مقر إقامتكم، ويبعد عنه مسافة القصر، فهو في حكم المسافر. إذا لم يكن يعلم متى سيتم إطلاق سراحه، فله أن يقصر الصلاة ويجمع بين الصلاتين عند الحاجة إلى الجمع، حتى يخرج أو يعلم أنه سيقضي أكثر من أربعة أيام في سجنه.
ومع ذلك، إذا كان يعلم أنه سيقضي أكثر من أربعة أيام في سجنه، كما هو الحال مع من حكم عليهم بالسجن لفترة محددة، فلا يترخص برخص السفر، وفقًا لجمهور الفقهاء. مسافة السفر التي تشرع فيها الترخص برخص السفر هي مسافة تقارب ثمانين كيلومترًا، فمن سافر ذهابًا لقطع هذه المسافة أو أكثر، له أن يترخص برخص السفر من المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن، والجمع والقصر، والفطر في رمضان.
بالنسبة لصلاة الجمعة، لا تجب على المحبوسين وهم في عنابرهم. إذا أمكنهم صلاتها في مسجد السجن، وجبت عليهم. وكل أهل عنبر منهم يصلون الصلوات الخمس جماعة داخل عنبرهم إذا لم يمكن أن يصلوا في مسجد السجن.
إذا كان هؤلاء مسجونين بأحكام صدرت عليهم واستقروا في سجنهم الذي يقضون فيه هذه الأحكام، فإن حكمهم حكم المقيم، لا يترخصون بقصر ولا جمع ولا إفطار في رمضان، ويصلون جماعة، كل مجموعة تصلي داخل عنبرهم، وليس عليهم جمعة إلا إذا أذنت لهم إدارة السجن بالصلاة في مسجد السجن، فتجب. أما إذا كانوا في حال لا يدرون غدا أين سيكونون، وكانت إدارة السجون ترحلهم عادة من بلد إلى بلد، فمثل هؤلاء يترخصون برخص السفر، فيجوز لهم القصر والجمع.
نسأل الله أن يفك أسر المأسورين من المظلومين ويفرج كرب المكروبين من المسلمين. والله تعالى أعلم.
