في الإسلام، يُعتبر نظَرُ الرَّجُلِ إلى المرأَةِ التي يرغبُ في زواجها جزءًا هامًا من عملية الخطبة. الهدف الرئيسي لهذه الرؤية هو تمكين الخاطب من التعرف بشكل أفضل على المرأة المحتملة، للتأكد من قبوله لها وتفادي أي ندم لاحق بسبب عدم رضاه بعد الزواج. وفقًا للإمام الشربيني في كتابه "الإقناع"، يحق للخاطب إعادة الرؤية عدة مرات إذا اقتضى الأمر، بشرط الاكتفاء بالضرورة فقط وتجنب الانغماس في تفاصيل مجهدة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
أما بالنسبة لسلسلة الأسئلة المتنوعة التي يمكن طرحها أثناء هذه الفترة، فقد نجد بعض العلماء يدعون إلى التركيز على أسئلة أساسية تتعلق بنسب المرأة وخلقها وصفاتها الشخصية والعائلية. بينما يُشدد البعض الآخر على أهمية الحصول على المعلومات الكافية عبر الوساطة بين الأقرباء والمعارف المقربين للمرأة. ومع ذلك، فإن إدراج استفسارات عميقة حول التفاصيل الخاصة كالاهتمامات الفردية وطموحات الشخص غالباً ما يعتبر مبالغة ومضيعة للوقت وقد يؤثر سلباً على العملية برمتها. فالمقصود هنا ليس جمع أكبر قدر ممكن من البيانات بل التأكد بصورة عامة من توافق الطرفين وعدم وجود مانعات دينية أو اجتماعية تحول دون اكتمال ارتباطهما.
وفي ظل تطبيق أحكام الرؤية الشرعية، يجب اتباع قواعد صارمة لحفظ الأدب واحترام الحدود الدينية. أولاً، لا يجوز جلوس الرجل بجوار المرأة بشكل وثيق حيث تبقى جائزة الغربة قائمة خلال فترة الخطبة. ثانياً، لا تشمل الرؤية كشف جميع أجزاء جسم المرأة؛ وإنما يتم اكتفاء بما يستطيع الخاطب رؤيته دون محاذير شرعية. كما تجدر الإشارة هنا أيضاً إلى ضرورة امتناع الجانبين عن مظاهر المداعبة والمرح الزائدتين وغير الضروريتين.
وتقع مسؤولية كبيرة على كاهل المرأة أيضًا والتي تلزمها بالحفاظ على أناقتها الطبيعية الطبيعية وعرض نفسها بإشراق داخلي ضمن حدود اللباقة المعتادة لدى النساء المحافظات دينياً واجتماعياً. وهذا يساعد بالتأكيد في توطيد أساس ثابت للعلاقة مستقبلاً ويضمن نجاح مشروع حياتهم المشترك مستقبلاً بمشيئة الله تعالى.
لتعميق معرفتك بهذا الموضوع المهم، إليك قائمة ببعض الروابط المرجعية المفيدة:
