- صاحب المنشور: هادية البوعناني
ملخص النقاش:في عالم السياسة الدولية المعقد، تتشكل تحالفات متعددة تهدف إلى تحقيق مجموعة متنوعة من الأهداف. وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدًا، حيث الثروات الطبيعية الهائلة والتاريخ الغني والموقع الاستراتيجي، تصبح هذه التحالفات محور اهتمام دولي كبير. يتنافس اللاعبون الكبار مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا على النفوذ بينما تسعى الدول المحلية للحصول على أكبر قدر ممكن من الأمن والاستقرار.
من الجدير بالذكر أنه منذ بداية القرن الـ21, شهدت المنطقة تغيرات دراماتيكية. الحرب العالمية الثانية تركت بصمتها العميقة مع ظهور إسرائيل كدولة جديدة والحرب الباردة التي خلقت نظاماً ثنائياً مؤثراً. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ظهرت حقبة جديدة حيث اتجه التركيز نحو الشرق الأوسط كمحور رئيسي للتطورات الاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية.
التحالفات الرئيسية
- الناتو العربي: هذا المصطلح غير الرسمي يشير إلى العلاقات الوثيقة بين بعض الدول العربية وأعضاء حلف شمال الأطلسي (NATO). ويبرز هنا دور مصر والسعودية والإمارات، والتي تشترك جميعها في مخاوف مشتركة بشأن إيران وتنظيم القاعدة والقضايا الأخرى المتعلقة بالأمن الإقليمي.
بالمقابل، هناك أيضا:
- الصين-إيران: تعزز بكين علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع طهران بشكل مستمر رغم العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. تعتبر الصين سوقا هامة للنفط الإيراني وقد عرضت استثمار مليارات الدولارات في مشاريع تحت الأرض والبنية الأساسية.
أما روسيا فتحافظ أيضاً على وجود قوي عبر دعمها للنظام السوري ومبيعات الأسلحة لدول أخرى في المنطقة مثل الجزائر وليبيا وغيرهما.
الأثر الجيوستراتيجي
هذه التحالفات لها آثار جيوستراتيجية عميقة. فهي تؤثر ليس فقط على السياسات الداخلية للدول المشاركة ولكن أيضًا على العلاقات الدولية الأكبر. فمثلاً، يمكن لتعزيز الروابط بين أعضاء الناتو العربي أن يقوض نفوذ الصين وروسيا في المنطقة ويعيد توازن القوى لصالح الغرب.
الآفاق المستقبلية
مع تزايد المنافسة العالمية، من المحتمل أن نشهد المزيد من التكتلات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط. قد يساهم ذلك في زيادة عدم الاستقرار أو ربما يعزز فرص السلام إذا تم التعامل معه بحكمة واستنادا الى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للأخرى.