- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع التغييرات المستمرة في التركيب السكاني للدول العربية، يصبح فهم التأثيرات المحتملة لهذه التحولات على خطط وأهداف التنمية المستدامة أكثر أهمية. تُشير التوقعات الديموغرافية إلى تحولات متنوعة تشمل زيادة العمر المتوقع، وتحول البنية العمريّة نحو شيخوخة السكان، بالإضافة إلى تغيّر معدلات الخصوبة والميلاد. هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على عناصر مثل القوى العاملة، الاستهلاك والترفيه، واحتياجات الرعاية الصحية والإجتماعية.
في العديد من البلدان العربية، يوجد اتجاه واضح نحو شيخوخة المجتمع نتيجة لانخفاض معدلات الولادة والإنجاب. هذا التحول قد يتسبب في تقلص نسبة الشباب الذين يشكلون جزءا كبيرا من القوة العاملة، بينما ترتفع نسب المسنين الذين تتطلب رعايتهم خدمات صحية واجتماعية أكبر بكثير مما كانوا سيحتاجونه عندما كانوا أصغر سنا. وبالتالي، فإن إدارة موارد الدولة لتوفير الخدمات الأساسية لهؤلاء الأفراد ستكون تحدياً رئيسياً أمام الحكومات المحلية.
ومن ناحية أخرى، يمكن النظر أيضا إلى الشيخوخة باعتبارها فرصة لتحقيق أفضل استخدام للموارد البشرية. فالأفراد الأكبر سنًا غالبًا ما يتمتعون بخبرات حياتية كبيرة ويمكنهم المساهمة بطرق قيمة في مجالات التعليم والتوجيه وخلق خبرات جماعية جديدة. كما أن لديهم القدرة على دعم الاقتصاد الوطني عبر الإنفاق والاستثمارات. ولكن لهذا الأمر شروطه الخاصة التي يجب مراعاتها وتنفيذ السياسات المناسبة لإدارتها بشكل فعال.
بالإضافة لذلك، تلعب ديناميكيات الهجرة دوراً مؤثراً في عملية التغير الديمغرافي. حيث تساهم هجرة المواهب والعقول الشابة خارج البلاد بتدني مستوى الكفاءات المحلية وقد تخلف فراغا مهنيا حادا داخل القطاعين الحكومي والخاص. وفي المقابل، توفر عودة المغتربين خبرة عالمية متميزة ويعززون الثقافة الوطنية بمزيج ثقافي غني ومتنوع.
تأثيرات ديمغرافية محتملة:
- القوى العاملة: مع انخفاض عدد العاملين، ربما تصبح رغبات ومستلزمات الجيل الجديد المختلفة أكثر بروزاً، وهو ما يستوجب تطوير سياسات عمل مرنة وتعليم مستمر لضمان القدرة على التعاطي الفعال مع تلك الاحتياجات المتغيرة باستمرار.
- النظام الصحي: هناك طلب متزايد على الخدمات الصحية لرعاية كبار السن. علاوة على ذلك، سيكون هناك حاجة ملحة لتقديم تدريب متخصص لموظفي الرعاية الصحية للتعامل مع الأمراض المرتبطة بالتقدم بالعمر.
- الاستقرار الاجتماعي والمالي: يتأثر الاستقرار بنسب البطالة الناجمة عن نقص اليد العاملة، وكذلك بالنفقات الاجتماعية الإضافية الناجمة عن الحاجة الملحة لخدمات الرعاية الطبية والمساندة لكبار السن.
- التعليم والثقافة: قد يؤدي انخفاض عدد الأطفال إلى تغييرات في طريقة تقديم التعليم ضمن منظومة تعليمية مختلفة تماما عمّا كانت عليه سابقاً، وذلك بإعادة صياغة برامج التدريس وطرق التدريس نفسها. أما بالنسبة للتفاعل الثقافي، فقد يحدث تغيير كبير فيما يتعلق بأنواع الفنون والأعمال الأدبية الجديدة والتي تستهدف الجمهور الأكبر سنّاً .
لتحقيق بيئة مساعدة على تحقيق التنمية المستدامة وسط هذه التحولات الديموغرافية، ينصح باتباع نهج شامل يقوم على عدة محاور اساسية منها:
إصلاحات إصلاحية طويلة الأمد*: تركز على بناء مجتمع أكثر تقدمًا يعطي الأولوية لحقوق الإنسان والحريات المدنية والشؤون البيئية؛
تحسين الوصول إلى المعلومات:* ضمان حرية الحصول على البيانات والدراسات حول