- صاحب المنشور: هند العبادي
ملخص النقاش:أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب المعاصر. هذه المنصات التي توفر فرصاً للتواصل والتعلم والمشاركة، قد تشكل أيضًا تحديات صحية نفسية لم يتم استكشافها بشكل كافٍ. يلقي هذا المقال الضوء على التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للجيل الجديد.
من ناحية، يمكن لهذه الوسائط الرقمية تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع وتعزيز الثقة بالنفس عندما يستخدم الأفراد تلك الأدوات لإظهار مهاراتهم أو مشاركة تجارب حياتهم الشخصية. ولكن من الجانب الآخر، فإن التعرض المستمر للإعلانات والإشعارات الدائمة والدفع نحو تحقيق الكمال عبر المقارنات الاجتماعية قد يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والأعراض المرتبطة باضطراب القلق واضطراب الاكتئاب وغيرها من الحالات الصحية العقلية.
بالإضافة لذلك، هناك مخاوف متزايدة بشأن الآثار طويلة الأمد لاستخدام الشاشات الإلكترونية بكثافة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة. فقد وجدت الدراسات العلمية ارتباطًا بين الاستخدام المكثّف للأجهزة المحمولة وانخفاض ساعات النوم وجودته، مما يساهم في حدوث مشاكل صحية نفسية مثل اضطرابات النوم والإرهاق وفقدان التركيز.
وفي الوقت الذي يمثل فيه الوصول غير المقيد للمعارف والثقافات المختلفة فرصة عظيمة للشباب، إلا أنه أيضا مصدر لإعادة توجيه انتباه المستخدمين نحو المحتوى السلبي أو المفاهيم الخاطئة. فالتعرض المتكرر لفيديوهات العنصرية أو التحرش الالكتروني يعزز لدى البعض نظرة أكثر تشاؤما تجاه العالم وقد ينتج عنها شعورا بالعزلة والتبرم الذاتي.
لذا، بينما تعتبر الوسائل الرقمية أدوات قوية للتواصل والمعرفة، تحتاج الأسرة والمدرسة والنظام التعليمي العام لتزويد الشباب بالأدوات اللازمة لتحقيق استخدام صحي ومستدام لها. يشمل ذلك تعليم الأطفال حول كيفية إدارة وقتهم بشكل فعال وكيفية تمييز المعلومات ذات الجودة العالية وتحفيز ثقافة احترام الذات وعدم مقارنة الذات بالآخرين.