• صاحب المنشور: مريام المرابط
  
  ملخص النقاش:
  تُعتبر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي أدوات قوية يمكن استخدامها لتعزيز الاستدامة البيئية. فمن خلال تحليل البيانات الضخمة وتحسين كفاءة العمليات والموارد، يساهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الأثر البيئي للأنشطة البشرية المختلفة. إلا أن هذا الدور الجديد يتطلب فهماً عميقاً للتفاعل بين البرمجيات المتقدمة وعوامل الطبيعة المعقدة، بالإضافة إلى معالجة تحديات أخلاقية وقانونية محتملة تتعلق بالأمان والمساواة في الوصول إلى هذه التقنيات.

الفرص لتحقيق الاستدامة البيئية باستخدام الذكاء الاصطناعي

1. تحسين الكفاءة الطاقية: يستطيع الذكاء الاصطناعي تبسيط وتخصيص استهلاك الطاقة بكفاءة أكبر بكثير مما يفعله الإنسان، سواء داخل المباني أو الشبكات الكهربائية. على سبيل المثال، يمكن لنظام ذكي مراقبة درجة الحرارة الداخلية ومستويات الإضاءة تلقائياً لتوفير الطاقة دون المساس بالراحة. كما أنه قادرٌ أيضاً على تصميم طرق نقل فعالة تعتمد على بيانات المرور الفعلية، مما يؤدي إلى انخفاض الازدحام وانبعاثات الغازات الدفيئة.

1. إدارة موارد المياه: يعد نقص المياه العالمي قضية ملحة تحتاج إلى حلول مبتكرة. يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً هنا عبر تقديم رؤى دقيقة بشأن إدارة المياه المستدامة بناءً على عوامل مثل توافر الأمطار وأنماط هطول الأمطار واحتمالات الجفاف المحتمل مستقبلاً. ويمكن لهذا النهج مدخلات لحسن تنظيم شبكات الري الزراعية والحفاظ على مخزون المياه العذبة.

1. الحفاظ على الحياة البرية: بإمكان تكنولوجيات التعلم الآلي جمع كم هائل من المعلومات حول مجموعات الحيوانات والنظم البيئية لفهم أفضل لها وكيفيتها التكيف مع تغير المناخ والتلوث وغيرها من المخاطر التي تهدد بقائها. ومن ثم تحديد المناطق الأكثر أهمية للحماية، وصياغة قرارات أكثر دقة فيما يتعلق بحفظ الأنواع المهددة بالانقراض.

1. زراعة مستدامة: تتميز الزراعة الاعتمادية بدرجة كبيرة على توقعات طقس غير موثوق بها غالبًا، بينما توفر الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التنبؤات ذات الدقة الأعلى، وهذا يعطي الفرصة للمزارعين لاتخاذ خيارات محسّنة لصحة التربة واستخدام مبيدات الأعشاب والأسمدة بطريقة منظمة ومتوازنة وبالتالي زيادة المحاصيل بنسبة أعلى مع الحد من التأثيرات المضرة بيئياً.

التحديات والمعوقات أمام تحقيق هذه الفرص

على الرغم من القدر الكبير الذي يحمله الذكاء الاصطناعي للاستفادة منه نحو خلق بيئة مستدامة وخضراء، إلا انه يوجد بعض العراقيل الأساسية والتي تشكل حاجزا رئيسيًا لاستغلال تلك القدرات بصورة كاملة وهم كالآتي:

* الأخطاء المرتبطة بعدم جودة البيانات: تعمل معظم نماذج تعلم الآلة استناداً لكميات ضخمة من المعلومات التاريخية إن لم يكن هناك تدقيق شامل لهذه البيانات فقد تؤدي النماذج المستند عليها لأوهام متسللة قد تضلل اتجاه السياسات والاستراتيجيات المعتمدة عليها لاحقاَ. لذلك فإن تطوير آليات رقابية دقيقة أمر ضروري قبل تطبيق أي نظام قائم على الذكاء الصناعي ضمن مجال الاستدامة البيئية.

* التفاوت الاجتماعي التقني: ليست جميع المجتمعات قادرة على الحصول بالتساوي على وسائل الاتصال الحديثة وأجهزة الكمبيوتر عالية المواصفات اللازمة لدعم عمل البرامج القائمة علي ذكاء اصطناعي نظرا لتكاليفها الباهظة نسبياً مقارنة بالمعدلات الاقتصادية في أماكن أخرى وفي النهاية ستكون تأثيرات سياساتها أقل انتشار وانتشار